يتعرض الانسان طوال حياته للضغوط بشتى مصادرها، فالضغوط حقيقة من حقائق الحياة وكما ذكر “هانز سيلى" رائد بحوث الضغوط. "ان الموت هو الطريق الوحيد لخلو الحياة من الضغوط" الضغوط اذن ليست فقط جزءاً من الحياة فقد قال سيلى " ان الضغوط هي الحياة والحياة هي الضغوط، وغياب الضغوط جميعا هو الموت"، ويضيف ان الضغوط لا تقتلنا، بل ما يقتلنا هو رد فعلنا تجاهها. لذلك يميل الانسان عادة الى مواجهة coping هذه الضغوط وصولا الى تحقيق حالة الاتزان الحيوي.                                 (احمد عبد الخالق،2016: 15) ويعد التحكم في الضغوط النفسية وتعلم ادارتها والتخفيف من اعراضها مقدمة ضرورية لتجنب كثير من الامراض الجسمية والاضطرابات النفسية والسلوكية، ولا يكون ذلك التحكم وتلك الإرادة الا بفاعلية أساليب مواجهة ضغوط نشطة. وقد اتضح لنا ان نتائج الضغوط التي ليست تحت السيطرة تعتبر خطيرة ومكلفة للفرد والمجتمع. لذلك فأننا بحاجة لان نتعلم كيف نتعامل مع الضغوط الحياتية بفاعلية وننمي أساليب لمواجهة وإدارة الضغوط. (حسن مصطفى، 2006: 97) وتعد أساليب التهيؤ لمواجهة الضغوط بمثابة عوامل تعويضية تساعدنا على الاحتفاظ بالصحة النفسية والجسدية بشرط ان يعي الفرد كيفية التحمل. وما هي العمليات او الاستراتيجيات الملائمة لمعالجة المواقف المختلفة. كما ينظر بعضهم الى تلك العمليات بانها عوامل الاستقرار التي تعين الفرد على الاحتفاظ بالتوافق النفسي والاجتماعي اثناء الفترات الضاغطة في حياته، وأصبح هناك قناعة بضرورة الاهتمام بدراسة هذه العمليات في محاولة للإجابة عن السؤال كيف يستطيع الفرد إدارة الضغوط بنجاح خلال حياته. (إبراهيم،1994: 96)