يشهد عصرنا الحالي ثورة معلوماتية تكنولوجية لها انعكاسات مؤثرة في جميع المجالات، ومنها المجالات التعليمية حيث غيرت تلك الثورة في التقنيات المستخدمة في عمليات التعليم والتعلم ، وفتحت آفاقا جديدة لتطوير التعليم، وتقديم نوعيات جديدة تسهم في تنمية المجتمع وتقديم الحلول الكثيرة للمشكلات التعليمية، واشباع الحاجات التعليمية المختلفة، لذا اصبح لزاماً على الجميع ان يجيدوا استخدام تلك التقنيات في العملية التعليمية بكفاءة وفاعلية. ويرى سعود العنزي (2013) ان بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية تساعد المتعلم في انتاج مصادر التعلم، واستخدامها حسب احتياجاته، بحيث يحصل على المحتوى التعليمي المخصص له، فضلا عن انها تدفعه الى تبادل ومشاركة المحتوى مع الآخرين بدلا من الاحتفاظ به، وذلك عكس ما يفعله المتعلم في نظم إدارة التعلم الإلكتروني والتي يتضح فيها تدنى مستوى المشاركة بين الطلاب. ومن خلال بيئة التعلم الشخصية، يمكن للطلاب تحديد وجهتهم بشكل مستقل، وتصميم استراتيجية التعلم الخاصة بكل منهم، مع ربط هذه الاستراتيجية بأهداف التعلم ومصادره ، فضلا عن تعظيم الاستفادة من تعلم الأثر بما يؤدى في النهاية الى بناء تفاعل إيجابي وتقوية الدافعية لدى هؤلاء الطلاب .(Powell&Wimmer,2015) كما تمكن بيئات التعلم الشخصية الطلاب من إضفاء الطابع الشخصي على بيئات تعلمهم، حيث يتيح انشاء وإدارة شبكة تعلمهم ومصادرها المختلفة، والتفاعل مع شبكة الافراد سواء أكانوا طلابا او خبراء في مجال ما، وتتميز بيئات التعلم الشخصية بسهولة انشائها، وتعديلها المستمر، وقلة تكاليف التصميم والتشغيل، لاعتمادها على أدوات وتطبيقات الجيل الثاني والثالث للشبكة الدولية والتي معظمها مجانية ومتاحة عبر جميع الأجهزة الذكية والحاسبات الآلية، وحتى الأجهزة التي يمكن ارتداءها كالساعات وغيرها بما يوفر سهولة الوصول لبيئة التعلم الشخصي في أي وقت وفى أي مكان وعبر أي وسيط، كما تتميز بأنها تتمركز حول الطالب