إن البحث عن السعادة البشرية هو جزء جوهري من التجربة الإنسانية، فبغض النظر عن الثقافة التي ننتمي إليها، يبدو أن الحاجة لكوننا سعداء هو أمر أساس في النفس البشرية وعلى مر السنين بذل البشر جهود كبيرة للبحث عن السعادة واختبارها، ونجد هذا البحث في أساطيرنا، وحكايتنا الشعبية، وعقائدنا الدينية، وتاريخنا، جنبًا إلى أشياء أخرى مثل المعنى، والحكمة، والفضيلة، والروحانية حيث إن السعادة مطلب شخصي وفردي للغاية، وفي نهاية المطاف يتم اختبارها على مستوى فردي كذلك، على الرغم من تحصيلها يعتمد بشكل كبير على جودة علاقاتنا  الاسرية والاجتماعية. وإن ظهور علم النفس الإيجابي جعل من الباحثين بهذا الميدان يهتمون بموضوعات جديدة التي لم تكن موجودة من قبل في أدبيات البحث العلمي كجودة الحياة و يعتبر هذا قفزة نوعية شهدتها موضوعات علم النفس وبدأ بإمكان الباحثين في علم النفس الايجابي التركيز على مناطق الايجابية في الشخصية عكس ما كان عليه الباحثون من قبل يركزون فقط على مناطق الضعف في الشخصية كالإكتئاب والمخاوف المرضية ومن بين المواضيع التي اهتم بها علم النفس الإيجابي جودة الحياة و التي تعتبر من المفاهيم الصعبة لما تحمله بالتصرف من جوانب معقدة. (أمينة حرطاني وآخرون، 2016، 31) تعد السعادة عملية نسبية، تختلف من شخص لآخر، حسب احتياجاته النفسية والروحية والعقلية والجسدية في إطار النواحي الاجتماعية والصحية والاقتصادية. ويمكن الأخذ بالاعتبار عدة عوامل ضرورية تتحكم في مفهوم جودة الحياة منها: العلاقات الاجتماعية، والتفاعل الاجتماعي، والصحة الجسمانية، والصحة العقلية، والقدرة على التفكير والقدرة على التحكم، والقيم الثقافية والحضارية، والأوضاع الاقتصادية، وتوصيل المشاعر(جميلة رحيم ، 2012 ، 394) .