تُعد العلاقة الزوجية من أهم العلاقات الإنسانية فى حياة الرجل والمرأة، لذلك يولى علماء الصحة النفسية أهمية خاصة لها، حيث يعتبر الزواج من أهم محددات الصحة النفسية للزوجين، وتعتمد طبيعة العلاقات الزوجية على أنماط الاتصال التي يستخدمها الزوجان، فالعلاقات الزوجية الصحيحة تعكس أنماطاً إيجابية ومناسبة فى حين أن العلاقات غير الصحيحة تعكس أنماطاً سلبية وغير مناسبة.
(أشرف حكيم، 2021: 5).
كما أن أحد الركائز الأساسية في نجاح واستمرار العلاقات الزواجية هو ما يعرف بالعلاقات العاطفية الحميمية interpersonal intimate relation))، والتي تطلق على صور متعددة من العلاقات بين الأشخاص، تختلف في شدتها من علاقة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر، فهي کيان وارتباط بین طرفين، قوامه واستمراره مسئولية متبادلة بين طرفين العلاقة بناء على وجود تفاهم متبادل وتقارب في الأفكار والمشاعر بين الطرفين، ( 1998 ,Prager & Bushmaster ) .
ويشير ايرك ايركسون أن العلاقات الحميمية الداعمة "Intimacy relation"، تعد الأمان الذي يساعد الفرد أن ينتقل من مفهوم (أنا) الى (نحن) بصورة تساعد علي التواصل اللفظى والمكاني والانفعالي والمعرفي بمرونة ، وتنعكس على الصحة النفسية والجسدية لطرفي العلاقة ،عندما يفشل الطرفين في ايجاد التواصل العاطفي المرن ، تبدأ العلاقة العاطفية الحميمية في الإنطفاء التدريجي وقد يصاحب ذلك تغيرات على المستوى النفسي والجسدي للطرفين من حيث انعدام الأمان والثقة يصل الى اضطراب مفهوم الذات والإنعزال العاطفي والمكاني بين طرفي العلاقة. ومن الممكن أن يدخل الفرد في سلوكيات تدمير للذات ، ويصعب معها القدرة على التسامح مع الذات أو مع الطرف الأخر، (Shahid, & Shahid 2010).
و ترتبط صورة الجسم ارتباطًا وثيقًا بتجربة العلاقات الرومانسية ويمكن أن تؤثر على جودة وكمية التجارب الجنسية والحميمة بين الزوجين، وتمثل صورة الجسم الأهمية النفسية لتقدير الذات في حياة الفرد، بما في ذلك مركزية المظهر في إحساس المرء بذاته.
Cash,et.al , 2003 , Yamamiya , 2002 , Wiederman , 2004) )
كما أن هناك نوعان مختلفان من تفسير صورة الجسم المدركة، وهما التقييم الذاتي والتحفيزي، تعكس إلى أي مدى يدرك الأفراد أنفسهم أو يقيسون أنفسهم بمظهرهم الجسدي ، الذي يعد محور تفاعلاتهم اليومية. يشير التقدير التحفيري إلى أهمية وجود مظهر جذاب أو الحفاظ عليه، وهو يعكس مدى اهتمام الأفراد بالسلوكيات التي تحافظ على تحسن مظهرهم، والأهم من ذلك ، أن التقييم الذاتي أكثر اختلالا من التقدير التحفيزي في حين أن الأول أكثر تنبؤية لصورة الجسم السلبية (2012 ,Cash).
وهناك عديد من الدراسات التي ساهمت في الكشف عن دينامية العلاقات العاطفية، وتبين أن العلاقات العاطفية الحميمية تصدر عن احتياج إنسانى اساسى Baltimeister & Leary ,1995 )) ، ومن أهم المتغيرات التي تساهم في عمل تلك العلاقات واستمرارها متغير التسامح والذي عرف بالتسامح الزواجي.
وجاءت نتائج دراسة )2010,Shahid , Shahidl) لتؤكد على الارتباط القوي بين التسامح الزواجي والرضا الزواجي. متغير العلاقات العاطفية كمتغير أساسي ينبئ بدرجة الرضا الزواجي. التسامح يقصد به في المقام الأول تحمل الخلافات، وأحد مفاهيم التسامح أيضا القبول "بان نتفق على ألا نتفق "عندما يتعلق الأمر بالقضايا المثيرة للجدل هذا لا يعني أن على المرء أن يقبل أو يعتنق الكلمات أو الأفعال أو الأفكار التي تتعارض مع معتقداته وقيمه ،يعني ببساطة احترام المشاعر، والاتجاهات الشخصية مثلا عندما تم التعبير عن الآراء من قبل كلا الطرفين ، ومن الواضح أنه لا أحد يرغب في تغيير موقفه ، فإن الموافقة على عدم الموافقة غالبا ما تكون النتيجة الأكثر تسامحاً، والتسامح متغير هام قد ينبئ باستمرار العلاقات العاطفية ونجاحها من حيث قدرة الطرفين على القبول غير المشروط والتواصل بتراحم ومودة.