يعد اضطراب طيف التوحد من أشد الاضطرابات النمائية صعوبة من حيث تأثيرها على سلوك الطفل وصحته النفسية وتنشئته الاجتماعية، ومن ثم تأثيره على جودة حياة الأطفال المصابين به، حيث يصبح هذا الاضطراب عائقًا منيعًا يحول دون انخراط هؤلاء الأطفال فى تفاعلات وعلاقات اجتماعية إيجابية فعالة.
ويعد اضطراب اللغة من الخصائص الشائعة بين الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وهو يعوق إلى حد كبير من قدرتهم على التواصل مع غيرهم Mayer & Heaton, 2014)). وتظهر ملامح المصاداة لدى هؤلاء الأطفال في عمر مبكر جدًا، وذلك لأن معظمهم يفتقدون الانتباه؛ ويغيب عنهم التواصل فضلًا عن غياب قدرتهم على التقليد أو الاستجابة الملائمة عندما ينادى عليهم، وتستمر ملامح ذلك التأخر اللغوي مع تقدمهم في العمر (Breaux, 2016).
كما أن المصاداة من مظاهر التأخر اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ذلك أن الكلام الذي يصدر عن هؤلاء الأطفال يختلف بشكل كبير عن أقرانهم من العاديين، حيث يكون مشوبًا بالعديد من الأخطاء والغموض (Huppe, 2008). وأشار (Alrusayni, 2017) إلى أن القواعد التى تحكم أستخدام اللغة فى المواقف الاجتماعية المختلفة يعد من أهم مكونات اللغة.
وتعتبر الحواس هي الأدوات الأساسية للتعرف على ما يحدث في العالم المحيط وتكمن مهمة الحواس (Senses) في ثلاث عناصر هي الاكتشاف، والتحويل، والإرسال، فكل حاسة من الحواس عنصر اكتشاف خاص به يسعى مستقبل وهو عبارة عن خليلة أو مجموعة من الخلايا يستجيب بطريقة خاصة لنوع معين من الطاقة، فهي تحول طاقة المثير الخارجي لطاقة خاصة على شكل إثارة عصبية، لتنقل المعلومات للمراكز العصبية ثم تتم الاستجابة للمحفز، وذلك بتحويل طاقة المحفز (صوت، ضوء، صورة) لا يعاز عصبي إلى الجهاز العصبي المركزي، عن طريق الأعصاب. ولكل عصب حي نظام حيا معينا يمر بالمهاد الذي يمثل منطقة التحول للدماغ