نال العلم والعلماء بالمملكة العربية السعودية جل اهتمام الملك عبد العزيز-رحمه الله- منذ استعادته للرياض في عام 1319هـ/1902م، وخير دليل على ذلك مجالسته للعلماء وحرصه رحمه الله في عام1335هـ/ 1916م على طباعة بعض الكتب الشرعية والأدبية والتاريخية ونشرها على نفقته الخاصة وتوزيعها بالمجان على طلبة العلم والعلماء^([i]).  كما حث على طلب العلم ونشره بين أبناء شعبه، فأمر ببناء أماكن للدراسة خدمة الدراسين والطلاب الذين يفدون إلى الرياض لتلقي العلم على يد علمائها، ويجود على الدراسين بما يتيسر من إعانات عينية ومالية. وقد مر التعليم في عهد الملك عبد العزيز-رحمه الله- بمرحلتين، الأولى تبدأ من استرداده للرياض حتى ضمه للحجاز، والثانية تبدأ بعد ضمه للحجاز في عام 1344هـ/1925م، حيث كان التعليم خلال المرحلة الأولي يسير على النمط التقليدي غير النظامي على الرغم من حرص الملك عبد العزيز-رحمه الله- على أن يسير بطريقة منظمة، لكن انشغاله المستمر خلال تلك المرحلة بتوحيد أجزاء البلاد واهتمامه بنشر الأمن والاستقرار في كافة المناطق التي دخلت في حكمه والعمل على تنمية الموارد الاقتصادية قد شغله عن التقدم أكثر في مجال التعليم ^([ii]). وبعد ضم الحجاز بدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة التعليم الحديث او النظامي الحكومي إذ أمر الملك عبدالعزيز-رحمه الله-بإنشاء مديرية المعارف بمكة المكرمة في الأول من رمضان عام 1344هـ/15 مارس1926م برئاسة الشيخ صالح بن بكر شطا^([iii])، كأولى خطوات النهوض بالتعليم، حيث وضعت مديرية المعارف برنامجها الواسع لجميع المراحل التعليمية، وفتحت مدارس جديدة في سائر البلاد، وقسمت البلاد إلى مناطق تعليمية باسم (معتمدات) يشرف على كل منها معتمد للمعارف يقوم بتنظيم معتمديته ويعمل على رقيها ونموها^([iv]) بغرض: نشر العلوم، وافتتاح المكاتب والمدارس والمعاهد العلمية، والدقة والاعتناء بأصول الدين في كافة البلاد^([v]) .   ([i]) السلامة، محمد عبد الرحمن: التعليم النظامي في البدائع في عهد الملك عبد العزيز 1368-1373هـ/ 1949-1953م، بحث منشور بمجلة العلوم العربية والإنسانية، جامعة القصيم، مج 13، ع4، ص 2241؛ الشقير، عبد الرحمن عبد الله: طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبد العزيز، داره الملك عبد العزيز، الرياض، 1424هـ/ 2002م، ص11.       ([ii]) السلامة: التعليم النظامي في البدائع في عهد الملك عبد العزيز 1368-1373هـ/ 1949-1953م، مج 13، ع4، ص2241-2243. ([iii]) الشيخ صالح بن بكر شطا: هو أول من تولى إدارة المعارف منذ إنشائها في غرة رمضان 1344ه، ووضع النواة الأولى لأنظمتها ولم يستمر في هذا المنصب طويلاً حيث نقل في عام 1345ه إلى وظيفة مستشار النائب العام في الحجاز وتوفي في عام 1369ه، انظر: السلمان، محمد بن عبد الله: التعليم في عهد الملك عبد العزيز، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، الرياض، 1419ه، ص200. ([iv]) الداود، بصيرة بنت إبراهيم: تاريخ التعليم في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، سلسلة الرسائل الجامعية – 31، دارة الملك عبد العزيز، الرياض، 1429، ص26؛ الزهراني، حصة بنت جمعان الهلالي: التعليم في عهد الملك سعود بن عبد العزيز دراسة تاريخية وثائقية (1373-1384هـ/ 1953-1964م) دارة الملك عبد العزيز، الرياض، 1427هـ/2006م، ص216. ([v]) السلمان: التعليم في عهد الملك عبد العزيز، ص190.