تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، إذ يتشكل خلالها الجزء الأكبر من شخصيته ويكتسب أنماط سلوكه وقيمه، وتتشكل فيها عاداته واتجاهاته، وتعد هذه المرحلة نقطة الارتكاز للمراحل اللاحقة، وخلالها يتأثر بالآخرين في بناء شخصيته وتكوين معارفه واتجاهاته نحو الآخرين والبيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها، لذا تعد مرحلة الطفولة مرحلة زاخرة بالإمكانات التي لا حدود لها، والتي تستوجب استخدام هذه الإمكانيات وتوظيفها بما يتناسب والخصائص الإنسانية لهذه المرحلة. وتعد المهارات الاجتماعية من المهارات ذات الأهمية في حياة الإنسان عامة، حيث هي التي تساعد على أن يتحرك نحو الآخرين فيتفاعل ويتعاون معهم ويشاركهم بما يقومون به من أنشطة ومهام وأعمال مختلفة ويتخذون منهم أصدقاء، ويقيمون معهم العلاقات، وينشأ بينهم الأخذ والعطاء فيصبح بالتالي عضواً فعالاً في جماعته، يؤثر في أعضائها الآخرين ويتأثر بهم، ويعبر عن مشاعره وانفعالاته واتجاهاته نحوهم، ويمكنه هذا الإقبال في مواجهة ما يمكن أن يصادفه من مشكلات اجتماعية مختلفة، ومن التوصل إلى الحلول الفعالة لمثل هذه المشكلات، وهذا يساعده على تحقيق قدر معقول من الصحة النفسية يمكنه في النهاية من تحقيق التوافق مع جماعته أو بيئته (عادل عبدالله محمد، 2006، 405). وبينت عزة عبدالكريم مبروك ( 2002، 12) أن المهارات الاجتماعية لها دور مهم في مدى نجاح ذوي صعوبات التعلم في إقامة تفاعل اجتماعي كفء مع  أقرانه الآخرين ومدى قدرته على مواصلة هذا التفاعل وانخفاض هذه المهارات يفسر الإخفاق الذي يعانيه بعض الأفراد من ذوي صعوبات التعلم في مواقف الحياة العملية على الرغم من ارتفاع ما لديهم من قدرات عقلية بل الأمر لا يقف في كثير من الأحيان عند حدود سوء التفاعل الاجتماعي وانخفاض الكفاءة الاجتماعية، ونقص الفاعلية في المحيط الاجتماعي للأفراد الذين يعانون من انخفاض مهاراتهم الاجتماعية بحيث يقعون فريسة للمرض النفسي بمختلف أشكاله ودرجاته.