شهدت المجتمعات المعاصرة في العقدين الماضيين تطورات متسارعة في شتى مجالات الحياة الثقافية والمعلوماتية ،وقد أفرزت تلك التطورات العديد من المفاهيم والأساليب والاتجاهات الحديثة في الإدارة منها الإلكترونية وإدارة التميز وإدارة الكفاءات والإدارية الاستراتيجية وغيرها التي تعبر عن هذا التقدم والتطور . ومع ظهور التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي تغير العالم بشكل كبير ومستمر، فقد حدثت تغييرات كبيرة في الحياة المهنية والإدارية والشخصية والمؤسساتية مما أثر في جوانب المجتمع، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تفاعل الأفراد والمؤسسات معها سواءً في العمل أو التعليم أو الإدارة. وأمام هذه التغييرات والثورات التي صاحبت المجتمع، لعلَّ المطلوب مع ضرورات التوسع والتنوع في مؤسسات التعليم ومستوياته وأنواعه هو العمل من أجل إيجاد مؤسسات تعليم تتصف بالمرونة والقدرة على التعامل مع التعليم؛ لكي يتاح له التعليم مدى الحياة بكل أوصافه المتعارف عليها، فالتعليم يمكن أن يسهم في تحقيق تكافؤ الفرص قي المجتمع وهو وسيلة للتمييز والتفريق بين المتعلمين في المجتمع الواحد، الأمر الي يفرض نفسه على المؤسسات التربوية التي تولي شطرها لمداخل إدارية جديدة ومتنوعة ومنها الإدارة الإلكترونية وإدارة التميز وإدارة الكفاءات؛ لتواكب المتغيرات العصرية والمجتمعية وتحقق لهؤلاء المتعلمين كفايات جديدة تسمح لهم بمواصلة الحياة في مجتمع يتيح له الفرصة أن يعمل. (جمال الدين، 2018، 48 ) لذا؛ فإن الحاجة ماسة إلى قادة يمتلكون القدرة على الإدارة للتميز والكفاءات باعتبارها من الأفاق المتقدمة للنماذج الحديثة للإدارة في هذا العصر؛ نظراً لأن العصر الحالي هو عصر تغيير دائم ينبغي فيه للمؤسسات التقليدية أن تكون قادرة على التكيف مع طبيعته، وقد تكون مدارس الحلقة الثالثة   أكثر حاجة لمسايرة الواقع؛ نظراً لطبيعة أهدافها ودورها، وبذلك فهي أكثر حاجة من المؤسسات الأخرى لقادة قادرين على التفكير والإدارة ولديهم رؤية مستقبلية في عصر أصبح فيه التغيير في مواقع العمل أسلوب حياة، وصارت عمليات إعادة التنظيم وإدخال عملية التقنيات الجديدة  والتحول الرقمي والإدارة الإلكترونية يجب أن تكون معروفة لهم وأن تكون اتجاهاتهم نحوها إيجابية