العلاج المعرفي السلوكي هو شكل من أشكال العلاج النفسي يركز على السلوك وإدراك وجود المشكلة، حيث إن الفرضية الأساسية من العلاج المعرفي السلوكي هو صعوبة تغيير العواطف والمشاعر بشكل مباشر؛ لذلك يستهدف المشاعر عن طريق تغيير الأفكار والسلوكيات التي تسهم في الشعور بالضيق والقلق .(Pasaribu & Zarfiel, 2018) يُعد العلاج المعرفي السلوكي كما يوحي من اسمه شكلاً من أشكال العلاج الذي يجمع بين مكونات كلِّ من العلاجات المعرفية والسلوكية. تساعدك مكونات العلاج المستمدة من العلاج المعرفي على فحص الطريقة التي تؤثر بها أفكارك في صحتك النفسية، وعلى الجانب الآخر تساعدك مكونات العلاج المستمدة من العلاج السلوكي على استكشاف الطريقة التي تؤثر بها أفعالك في حياتك، وتفاعلاتك مع الآخرين عند استخدامهما كعلاج واحد لاضطرابات الشخصية، يفحص العلاج المعرفي السلوكي الطريقة التي يمكنك بها تغيير أفكارك وسلوكياتك من أجل تحسين حياتك. بشكل عام، يعد العلاج المعرفي السلوكي علاجا فعالا لعديد من مشكلات الصحة النفسية كالاكتئاب والقلق والرهاب واضطراب الهلع واضطراب كرب ما بعد الصدمة واضطراب الوسواس القهري (جيفري سي وود، 2021:67). يتعرض الكثير من الأفراد لضغوط حياتية مختلفة في ميادين الحياة الاجتماعية أوالاقتصادية أو الصحية أوالنفسية أوالمهنية، ومن ثم يمكن للضغوط والمشكلات أن تظهر في كل المجالات أو تظهر في مجال واحد، وقد تمتد إلى المجالات الأخرى فتؤثر على شعوره بالسعادة والمتعة في الحياة؛ فالإنسان في بحثه عن الاستقرار والأمان وتلبية متطلبات الحياة يسعى للتكيف أو التوافق مع متغيراتها واستثمارها لصالحه من خلال مضاعفة نشاطه اليومي، حيثُ إنه في حالة عجزه عن تأمين احتياجاته اليومية، قد تبدأ الصراعات التي من المفروض أن تخلق ضغوطاً شديدة(محمد محمود، 2020: 185).