حاسة السمع لها دور هاما في نمو الفرد، فعن طريق هذه الحاسة يمكن أن يتعلم الفرد المهارات المعرفية التي تعتبر أساس تقدم الفرد وفهم بيئته، وقد أشار الله عز وجل الى أهمية حاسة السمع للفرد حيث قال تعالى (وجعل لكم السمع والإبصار والافئدة لعلكم تشكرون)، (النحل 78).
ويؤدى فقدان حاسة السمع الى عجز الفرد عن اكتشاف الأصوات Detect Sounds أو تمييزها أو التعرف عليها Discriminate and recognize وكذلك تحديد مصدر الصوت Localize sound
(Jaffer,2017,2) تعد عملية زراعة القوقعة الالكترونية من أحدث التقنيات التي توصل اليها العلم لهؤلاء الذين يعانون من الصمم التام أو شبه التام في احدى الاذنين أو كلاهما ، والتي تعد المعينات السمعية – رغم تطورها – غير قادرة على تعويض فقدانهم السمعي (خوله يحير ، 2006،124) حيث تمثل عملية الزراعة للأطفال الصم احدى طرق التكنولوجيا الحديثة التي تعمل على علاج الصمم من خلال الاذن الداخلية خلال الاثارة الكهربائية للعصب السمعي ، وكانت عملية الزراعة في السابق بمثابة اختيار علاجي للأفراد البالغين الذين فقدوا السمع بسبب مرض أو اصابة ، أما عن وقتنا هذا فقد أصبحت عملية الزراعة تجرى كثيرا للأطفال ذوى فقدان الصمم الولادي وذلك لمساعدتهم على السمع وتعلم اللغة (sparrow,2005,135) كما تؤدى زراعة القوقعة الى تطورات ملحوظة في قدرة الافراد على التواصل بشكل جيد والتعرف على الأصوات وعيش الفرد باستقلالية ، بالإضافة الى تطور مهارات الاستماع (Cooper Craddock ,2006,80) كما تسهم زراعة القوقعة في تطور عملية ادراك الكلام لدى الاطفال الصم Speech Perception وانتاج الكلام Speech Production عندما نقارن بينهم وبين أقرانهم الصم الذين لم تجرى لهم أي عمليات زراعة أو معينات سمعية مما يؤدى الى تطور مهارات القراءة والانجاز الاكاديمي عموما وايضا التوافق الاجتماعي (McKinley& warren, 2000,262