يعد اختبار تأثير التغيّر في أدلة الإثبات الإلكترونية على مستوى الثقة في أداء المراجع الخارجي، بكل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الهدف الرئيس من الدراسة، لذا؛ قام الباحث باستقصاء عينة من المراجعين الخارجيين بمكاتب المراجعة في كلا البلدين، واعتمد على الأساليب الإحصائية في اختبار مدى امكانية الاعتماد على ما حصل عليه من نتائج، وفي اختبار فروض الدراسة، وسجّلت النتائج رأي عام محايد حول قدرة التغيّر في التقنيات الحديثة –سلسلة الكتل (Blockchain)، البيانات الضخمة (Big Data)، لغة تقارير الأعمال التجارية الموسعة (XBRL)- على التأثير في طبيعة خصائص أو/و تنوع أدلة ووسائل الإثبات الإلكترونية في كلا البلدين، كما سجّلت ارتفاع عام في رأي عينة الدراسة حول قدرة التغيّر في طبيعة أدلة ووسائل الإثبات الإلكترونية، على التأثير في مستوى الثقة بأداء المراجع الخارجي، مما يشير إلى أن تفاوت تأثير تلك التقنيات على طبيعة خصائص أو/و تنوع أدلة ووسائل الإثبات، يرجع لطبيعة أهداف ونطاق تأثير كل تقنية على النظام المحاسبي ونظام الرقابة الداخلية المرتبط به، إلاّ أن هذا التغيّر في طبيعة خصائص أو/وتنوع أدلة ووسائل الإثبات الإلكترونية، ينعكس تأثيره على قدرة المراجع في تنفيذ مهام عملية المراجعة.

واستطاعت نتائج تشغيل نموذج الانحدار البسيط، تقديم دليلاً من واقع مكاتب المراجعة في كلا البلدين، على قدرة التغيّر في طبيعة خصائص أو/و تنوع أدلة ووسائل الإثبات الإلكترونية -نتيجة للتغيّر في التقنيات الحديثة- على التأثير الايجابي المعنوي في مستوى الثقة بأداء المراجع الخارجي، الأمر الذي يترتب عليه تقديم دليل عملي يؤكّد على ضرورة تخلي المراجعين الخارجيين -في كل البلدين- عن الأساليب التقليدية، ومواكبة التطوّر التقني المستمر، أي التأكيد على أهمية تطوير التعليم الجامعي والتدريب المهني المستمر.