إستهدفت هذه الدراسة قياس أثر أبعاد العمل اللائق في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الدور الوسيط للإستثمار في رأس المال البشري، وقد طبقت الدراسة على عينة قوامها 359 مفردة من العاملين بالمشروعات المتوسطة وصغيرة الحجم تعمل بالصناعات الهندسية والكهربائية والإلكترونية والغذائية والغزل والنسيج والصناعات الكيماوية بالقاهرة والجيزة والقليوبية والشرقية ، وقد تم تطبيق نموذج المعادلات الهيكلية (التحليل العاملي التوكيدي) للتأكد من مدى صدق المؤشرات المستخدمة فى قياس المتغيرات وكذلك تحليل العلاقات المباشرة وغير المباشرة بين متغيرات البحث. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تتمثل أهمها في وجود تأثير معنوي إيجابي مباشر لأبعاد العمل اللائق في تحقيق التنمية المستدامة، ووجود تأثير معنوى إيجابي مباشر للإستثمار في رأس المال البشري في تحقيق التنمية المستدامة، كما أثبتت النتائج وجود تأثير معنوي مباشر لأبعاد العمل اللائق في الإستثمار في رأس المال البشري، بالإضافة إلى وجود تأثير معنوي إيجابي غير مباشر لأبعاد العمل اللائق في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الدور الوسيط للإستثمار في رأس المال البشري، كما أن أكثر أبعاد العمل اللائق تأثيراً معنوياً إيجابياً في التنمية المستدامة مع وجود الإستثمار في رأس المال البشري كمتغير وسيط هو الحماية الإجتماعية للعاملين ،ثم يأتي ساعات العمل المرنة في المركز الثاني من حيث قوة التأثير في التنمية المستدامة ، ويليه تكافؤ الفرص في الترقيات والمعاملة العادلة، ثم الأجر العادل وأخيراً يعتبر توفير برامج السلامة والصحة المهنية أقل أبعاد العمل اللائق تأثيراً معنوياً إيجابياً في التنمية المستدامة بالنسبة لباقي الأبعاد.