أن الثورة التكنولوجية تتمحور حول تكنولوجيا المعلومات، أو أن تكنولوجيا المعلومات هي جوهر الثورة الصناعية الثالثة كما يسميها البعض( ) إذ تلتقي من حولها وتنطلق منها كافة إنجازات هذه الثورة في الميادين المتعددة لحياة الإنسان، ومن هذه الإنجازات النقود الإلكترونية( ).

وتحتاج النقود الإلكترونية إلى العديد من المقومات المادية لكي تنمو وتنهض في أي بلد، كما أنها تؤدي إلى بناء العديد من الصناعات مثل صناعة الحاسبات وكل ما يرتبط بها من صناعات مغذية، وصناعة البرمجيات، وصناعة الديسكات الممغنطة، والفلاشات، وهي صناعات تعتمد اعتماداً كبيراً على المعلومات والمعرفة، ومن ثم أصبح في الإمكان بفضل تكنولوجيا المعلومات في الإنتاج، ليس فقط خلق منتجات جديدة، بل أيضاً إدخال التعديلات والتحسينات على السلع القائمة بالفعل لتكسبها خصائص وملامح جديدة، أي أنه أصبح يوجد ما يعرف بالابتكار والتجديد مقابل التقليد والنمطية( ).

لذلك أرتفع نصيب قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الناتج المحلي الإجمالي العالمية من 2.5% في الثمانينات من القرن الماضي إلى حوالي 5.3% في عام 1900( )حيث قدر حجم الإنتاج في هذا العام بحوالي 200 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يصل في المستقبل إلى 400 مليار دولار أمريكي، وتستأثر الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 50% من الإنتاج العالمي، تليها في الإنتاج أوروبا بنسبة 25% ثم اليابان بنسبة 13%؟.