أثارت العلاقة بين رب العمل والمقاولين من الباطن مشكلة قانونية نظرا لانتفاء الرابطة العقدية المباشرة، بينما أثارت تساؤلات قانونية منها: هل يجوز رجوع أي منهما على الاخر؟ وماهي الوسيلة التي يمكن من خلالها حصول كل طرف على حقوقه؟ وماهي الآثار المترتبة على ذلك؟ أثارت العلاقة بين المقاول الرئيسي والمقاولين من الباطن عدة تساؤلات، وبالذات تلك المتعلقة فيما إذا كان المقاول الرئيسي أوكل جميع اعمال المشروع إلى مقاولين من الباطن وأصبح مشرفا عليهم ومن التساؤلات: هل يقع على عاتق المقاولين من الباطن الضمان العشري في حالة أن المقاول الرئيسي أوكل جميع اعمال المشروع الى مقاولين من الباطن وكان مشرفا على المشروع، والمقاولين من الباطن هم المنفذين الفعليين للمشروع؟
إن الهدف من هذه الدراسة تحديد الالتزامات التي تقع على عاتق المقاول الأصلي تجاه المقاول من الباطن حيث يقع على عاتق المقاول من الباطن ، فمن المتفق عليه أن التزامات المقاول الأصلي لا تقتصر على التي حددها القانون أو الالتزامات المنصوص عليها في عقد المقاولة من الباطن بل هناك التزامات تفرضها حسن النية في تنفيذ العقد ويتمثل ذلك في تمكين المقاول من الباطن من انجاز العمل وتركه يعمل بهدوء ويسر على أتم وجه، والأصل أن المقاول الأصلي يهييء للمقاول من الباطن كل السبل التي تساعده في إنجاز عمله على أكمل وجه ولا يأتي بأي تصرف يؤخره أو يعيقه عن تنفيذ عمله، وأيضا على المقاول الأصلي بعد إنجاز العمل من المقاول من الباطن أن يتسلم العمل المنجز وهذا التسليم يضع البناء تحت تصرفه ويستطيع من حيازته الانتفاع به دون عائق، وأخيراً فإن على المقاول من الأصلي أن يدفع للمقاول من الباطن الأجر المتفق عليه