يعد اضطراب طيف التوحد اضطراب نمائي واسع الانتشار يؤثر على التواصل والتفاعل مع الآخرين, وفقاً لآخر تقدير له من مركز السيطرة على الأمراض (CDC) الذي نشر في (2018) يؤثر اضطراب طيف التوحد حالياً (1: 59) طفلاً في الولايات المتحدة الأمريكية, ولا يزال يعد أسرع اضطراب نمائي انتشاراً ليس فقط في الولايات المتحدة, ولكن على مستوى العالم, حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن اضطراب طيف التوحد يؤثر في (1: 160) طفلاً في جميع أنحاء العالم, وهو يوجد في جميع الفئات العرقية والاقتصادية والاجتماعية, وهناك اتفاق على أنه يظهر لدى الذكور بشكل أكبر حيث يمثل (4: 1) بنتاً (Creed, 2018).
وتؤكد العديد من الدراسات على سبيل المثال لا الحصر: دراسة (أحمد الدوايدة , 2016, 95؛ Helland & Helland,. 2017 ؛ حسام عابد وسميرة النجار وفيوليت إبراهيم, 2018؛ رحمة السيد, 2018, 57؛ ضياء أبو سويلم وعليا العويدي , 2018؛ Loukusa et al., 2018 ؛ Parsons, Cordier, Munro & Joosten,. 2020) على أن صعوبات اللغة البراجماتية سمة مشتركة في بروفيل التواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد, وتمتد إلى الجوانب التواصلية والاجتماعية والوجدانية والتفاعل الاجتماعي, فمثلاً يواجهون صعوبة في الحكم على قدر اللغة التي يجب استخدامها في الاستجابة للمحادثة, والتعبير عن المشاعر, وأخذ وجهة نظر الآخرين في الاعتبار أثناء المحادثة, وتفسير مشاعر الآخرين والاستجابة لها ووجود استمرار موثق جيداً لهذا الضعف, ولكن نادراً ما يتم دراسته, وعلى وجه التحديد يوجد عدد قليل من الدراسات التي درست البراجماتية والمكونات اللغوية الأخرى, مثل: الدلالات في اضطراب طيف التوحد ASD, وكذلك هناك عدد قليل من الدراسات تناولت ذلك ضمن مكونات اللغة الأخرى, وبشكل عام يختلف الأطفال التوحديين عن الأطفال العاديين في البراجماتية حيث أنهم لا ينظرون إلى المتحدث لتأكيد التعليمات أو الاهتمام بالأشياء التي يتعامل معها المتحدث, ولا يشيرون إلى الأشياء المطلوبة, ولا يتبعون اتجاه إيماءة المتحدث, وغياب ذلك في مرحلة الطفولة المبكرة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بضعف المفردات في مرحلة الطفولة المتأخرة, وترتبط البراجماتية بدلالات الألفاظ لدى الأطفال العاديين.
ومع الزيادة الملحوظة في أعداد الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد والإعاقات النمائية الأخرى ارتفعت الحاجة إلى مقاييس وأساليب علاج فعالة للاستخدام في تلك الحالات, ومع ذلك فإن أصول تلك المقاييس والأساليب العلاجية يشير إلى قليل من الدعم التجريبي للكشف عن صدقها وثباتها, وتشير الأبحاث السابقة إلى أن أسلوب تحليل السلوك التطبيقي(ABA) هو من بين أكثر العلاجات التجريبية المستخدمة مع هذه الفئة من الإعاقات (Dixon et al, 2017), ويعد نظام التدريب العلائقي "PEAK" Relational Training System منهجاً لتحليل السلوك التطبيقي ABA صمم لتحسين اللغة وقدرات التعلم للأفراد ذوي الإعاقة (Heitter, 2016).