يعد الهاتف المحمول واحداً من الأدوات التكنولوجية الأوسع انتشاراً في شتى أنحاء العالم، الأمر الذي جعله في الآونة الأخيرة واحداً من أكثر الأجهزة استخداماً من قبل المراهقين؛ كونه وسيلة مهمة للتواصل مع الآخرين، واهتم علماء النفس والاجتماع بالسلبيات الناتجة عن الاستخدام المُشكل له وخصوصاً حالات الاستخدام المفرط أو سوء الاستخدام والمشكلات النفس-اجتماعية المترتبة على ذلك، ويؤكد ذلك ما أشارت إليه نتائج دراسة Choliz (2010) (*) أن إدمان الهاتف المحمول لدى المراهقينMobile Phone Addiction in Adolescence أحد أكثر هذه المشكلات شيوعاً، وما أوضحته هالة محمد سعيد (2019) بأننا أصبحنا في العصر الحالي نعتمد علي التكنولوجيا والهواتف المحمولة حيث يقوم الافراد باستخدام الهواتف المحمولة من اجل التسلية والترفيهه وتصفح مواقع التواصل الاجتماعية والتواصل مع الاخرين وإجراء المكالمات .
ويعد مصطلح إدمان الهاتف المحمول من المصطلحات الحديثة في مجال علم النفس، حيث يطلق مصطلح الإدمان وفقاً للنموذج الطبي على الأفراد الذين تظهر عليهم مظاهر الانسحاب والتحمل المرتبطة بالاعتماد على المواد الكحولية والمخدرات والعقاقير ( أمجد أبو جدي ، 2008)، وتُقيم عملية الاعتماد على المادة من خلال نقص التحكم في استخدام المادة، والاستخدام المتزايد للمادة، والمشكلات النفس – اجتماعية المرتبطة باستخدام المادة (عبد الرقيب أحمد البحيري، محمود محمد إمام، 2013).
وقد امتد المصطلح ليشمل أشكالاً متعددة, والمربون قد أدركوا التأثيرات الأخرى التي ترتبط بالعديد من المظاهر السلوكية ، حيث أشارت دراسة Griffiths (1999)، ودراسة lee (2006) بأن الإدمان السلوكي أحد الأشكال الفرعية للإدمان ، وأن الإدمان في هذه الحالة لا يأخذ شكل الإدمان الكيميائي، وإنما يأخذ شكل الإدمان التفاعلي، ويندرج الاستخدام المفرط للهاتف المحمول وما يرتبط به من أعراض نفسية تحت فئة الإدمان السلوكي ، ويطلق عليه إدمان الهاتف المحمول، والذي يتم تشخيصه كما أوضح Kwon et al., (2013)عن طريق الاستخدام غير المنضبط، وإهمال الأنشطة اليومية، والنظر للهاتف باستمرار، وطبقاً للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorder (DSM- IV) يعرف الإدمان السلوكي والسلوكيات غير الكيميائية التي تشبه العادات على أنها اضطرابات في دافع التحكم (APA , 1994).
(*) يتم التوثيق في هذه الدراسة كالتالي : ( اسم الباحث أو الكاتب ، السنة ، رقم الصفحة أو الصفحات ) ، طبقاً لدليل الجمعية الأمريكية لعلم النفس – الطبعة السابعة APA Style of the Publication Manual of the American Psychological Association (7th ed) ، وتفاصيل كل مرجع مثبتة في قائمة المراجع.