شهد السوق المصري في الآونة الأخيرة تحديات وصعوبات كبيرة أدت إلى عزوف العديد من أصحاب المشروعات الزراعية وخاصة صغار المربين لعجول التسمين عن الاستمرار في مزاولة النشاط وأهمها إرتفاع أسعار الأعلاف وأسعار عجول التسمين وغيرها. يهدف البحث إلى تقييم أداء وربحية مشروعات تسمين العجول لصغار المربين بمحافظة الشرقية، وكذلك اشتقاق المستويات الحرجة (الحدية) لأهم العوامل الاقتصادية المؤثرة على كفاءة الاستثمار لتلك المشروعات. اعتمد البحث على البيانات الثانوية المنشورة الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبيانات أولية لعينة ميدانية حجمها 30 مزرعة بمحافظة الشرقية، تم تجميعها بالمقابلات الشخصية لأصحاب مشروعات تسمين العجول من صغار المربين للفئة من 10 إلى أقل من 25 رأس خلال الموسم الإنتاجي 2022-2023.وتبين من النتائج أن جميع مؤشرات الكفاءة الاقتصادية المقدرة موجبة، وتعبر عن مدى توفر الحوافز المشجعة للاستمرار في مثل هذه المشروعات لأي من النظامين سواء تربية عجول لها نفس الوزن، أو تربية عجول ذات أوزان مختلفة إلا أن المؤشرات تدل على أن كفاءة النظام الأول أعلى من الثاني. كما يتضح من خلال مؤشرات كفاءة الاستثمار لمزارع تسمين العجول لفئات صغار المربين بمحافظة الشرقية أنها تحقق معدل عائد داخلي مرتفع نظرا لإنخفاض التكاليف الاستثمارية. إلا أن فترة استرداد رأس المال في النظام الأول أسرع فضلاً عن قلة المخاطرة نظراً لقصر فترة بقاء العجول بالمزرعة. كما يتضح استمرار جدوى الاستثمار في تلك المشروعات في ظل المتغيرات المدروسة وفقاً لنظم الإنتاج إلا أن النظام المختلط كان الأكثر تأثراً، وبإشتقاق المستويات الحدية تبين أنها مشروعات تتحمل الانخفاض عن المستويات السعرية الحالية بما يحقق معدل عائد داخلي يتساوى مع سعر الفائدة على المدخرات في البنوك (18.25 %).