أدى التزايد المستمر لعدد السكان فى مصر إلى زيادة الطلب على الغذاء، ويعتبر استخدام الأسمدة الكيماوية عنصراً رئيسياً لتحقيق زيادة الإنتاج من وحدة المساحة المزروعة. لذلك استهدف البحث بناء نماذج استرشادية يمكن من خلالها حساب التغيرات التى يمكن أن تحدث في أسعار الأسمدة الكيماوية حال حدوث تغير في العوامل المؤثرة على تلك الأسعار، أو حدوث تغيير في السياسات الخاصة بإنتاج وتداول الأسمدة الكيماوية في مصر، لتعمل تلك النماذج كوسيلة من وسائل الإنذار المبكر لتلافى حدوث أزمات أو صدمات في سوق الأسمدة الكيماوية. اعتمدت الدراسة على نماذج الانحدار الذاتى للإبطاء الموزع ARDL. أشارت النتائج إلى الدور الهام الذى يلعبه سعر الغاز الطبيعى، حيث يؤدى الانخفاض فى سعر الغاز الطبيعى بنسبة 1٪ إلى انخفاض سعر سماد سلفات النشادر بنحو 1.05٪، وانخفاض سعر سوبر فوسفات 37% بنسبة 0.23%، وانخفاض سعر نترات النشادر بنسبة 0.64%، وانخفاض سعر اليوريا بنسبة 0.12%، وكذلك انخفاض سعر سماد السوبر فوسفات 15% بنسبة 0.20% مع افتراض ثبات العوامل الأخرى، وجاءت هذه النتيجة متسقة مع ما هو معروف عن أهمية دور الغاز الطبيعى فى انتاج الأسمدة الأزوتيه بشكل عام وسماد سلفات النشادر بشكل خاص. لكن يلاحظ أن نسبة التغيير فى سعر سماد سلفات النشادر ضعيفة، وقد يكون السبب فى ذلك هو ما تقدمه الحكومة من دعم للغاز الطبيعى فى شركات صناعة الأسمدة خلال فترة الدراسة، حيث شجعت الحكومة في مصر الصناعة بشكل عام من خلال تقديم الوقود والغاز الطبيعى المدعم للصناعة قبل البدأ فى تحرير أسعار الوقود بشكل عام، وإتباع سياسة جديدة فى تسعير الغاز الطبيعى لمصانع الأسمدة بدءاً من عام 2022.