مع تزايد إنتاج القصص الصحفية بأسلوب السرد القصصي الرقمي عبر الوسائط المتعددة في المواقع الصحفية الإلكترونية، أصبح من الضروري الاتجاه إلى دراسة القائمين بالاتصال في هذا المجال، والأبعاد المهنية والأخلاقية للممارسات الصحفية لهذا النمط الصحفي. وفي هذه الدراسة أجرى الباحث تحليلا لـ(22) قصة صحفية منشورة على موقع "مصراوي"، من 1يناير 2022 إلى 15يناير 2024، وأجرى (7) مقابلات متعمقة مع القائمين بالاتصال من منتجي هذه القصص.
وخلصت النتائج إلى تنوع الأدوار الوظيفية لفريق إنتاج القصص الصحفية بأسلوب السرد القصصي الرقمي على موقع "مصراوي"، حيث اشتملت على (15) دورا أو مسمىً وظيفيا، وجاء أكثر الوظائف تكرارا دوري (الكاتب)، و(المنفذ) بنسبة 100% من القصص، لاحتياج أي قصة لمحرر يقوم على البحث عن المعلومات، وسؤال المصادر، وصياغة القصة، وإلى منفذ يقوم بمهمة المبرمج والمطور Developer& Programmer. وأشارت نتائج التحليل والمقابلات المتعمقة إلى أهمية امتلاك القائم بالاتصال لأكثر من مهارة، والقدرة على لعب عدة أدوار Multi-Tasker كعامل أساسي لاحتفاظ القائم بالاتصال بفرصة عمله، في ظل نزوع المؤسسات الصحفية لتقليص أعداد العاملين، مع أهمية التنسيق بين الأدوار الوظيفية، وتنمية قدرة أعضاء الفريق على تطوير التعاون والتكامل بينهم مع مرور الوقت واستقرار التجربة.
في المقابل رصد الباحث عددا من الممارسات المهنية والأخلاقية الإيجابية، والممارسات الأخرى السلبية. وتلخصت الممارسات الإيجابية في: حماية المصادر، والالتزام بأخلاقيات نشر الصورة الصحفية لضحايا الحوادث، ودقة توظيف الأرقام والنسب، وتنوع لغات إنتاج القصص. وتجسدت الممارسات السلبية في: الأخطاء اللغوية والمعلوماتية، وتشابه الصور المنشورة أو حذفها أو سوء عرضها، وقلة تنوع الوسائط المتعددة، وأخطاء تصميم الإنفوجرافيك، وغياب توظيف الرسوم البيانية والمخططات في مواضع توظيفها.