عُرف عن المتنبي أنه شاعر طموح سعى دومًا إلى تحقيق وجوده رغم كل الصعوبات التي واجهها في حياته، فكان شعره مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بحياته وشخصيته، ومعظم قصائده ليست إلا ترجمةً لشخصيته المتميزة ومواقفه في حياته فأوجد لغةً جديدةً فريدةً خاصةً به ونوعيةً من الكلمات في مستوى طموحه، لتلبي حاجات نفسه المتمردة، ومثل هذه الكلمات (ترج، تهجم، تتقدم، تقهر)، وفي شعره دعوة إلى التفكير في الذات والعالم؛ مما يجعله خالدًا في ذاكرة الأدب العربي، تبرز دراسة الأنا عند المتنبي تعقيدات شخصية الشاعر من خلال شعره؛ إذ يجسد الفخر والشجاعة، والحكمة، والعواطف الإنسانية؛ مما يجعله رمزًا للإنسانية في الأدب العربي، ومن خلال شعره نرى إنسانًا يسعى لتحقيق المجد ويواجه التحديات؛ وهذا يجعله أحد أبرز الشخصيات في الأدب العربي، وقد كان المنهج الوصفي مع آلية التحليل هو الذي يفرض نفسه في هذا البحث، ومن أهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث هي حضور الأنا في شعر المتنبي كان له دور كبير في إنتاج قصائد فريدة من نوعها لم تتكرر عند غيره من الشعراء.