يحاول البحث الوقوف على النص الشعري نظريًا وتطبيقيًا وفق مناهج متعددة؛ لذا جاء تحت عنوان: "دراسة النص الشعري وتحليله بلاغيًا ونقديًا في ضوء النظريات البلاغية والنقدية قديمًا وحديثًا " وتأتي أهمية الموضوع: في بيان الحاجة الماسة إلى التحليل الشعري ودراسة بعض النظريات والمناهج المختلفة وتطبيقها للوقوف على أفضلها في إبراز بلاغة النص وكشف مدى جودته؛ ذلك لأن وسائل تحليل النصوص قد تعددت وتنوعت،  وأصبحت المقاربة بينها من الأهمية بمكان؛ لذا استوجب الأمر الوقوف على مثل هذه الدراسة . ومن ثم توجهت الدراسة إلى موضوعها بهدف المقاربة بين طريقين  من طرق التحليل: وهما التحليل البلاغي القائم على تذوق النصوص،  والوقوف على جزئياته وعناصره بدقة؛ للوصول إلى ما ترمي إليه من جمال،  والتحليل الحديث الذي تنادي به النظريات الحديثة خاصة الأسلوبية والبنيوية، حيث تختص الدراسة الأخيرة  بدراسة التركيب وخصائصه دون النظر إلى ما يحيط به من سياقات . وقد قمت بالتطبيق لهذه النظريات من خلال نماذج من الشعر الجاهلي الذي لايزال ميدانًا خصبًا للدراسة والتحليل، وكان ذلك من خلال منهجٍ وصفي أتمكن فيه من وصف النظريات البلاغية التي يقام عليها التحليل،  ومنهج مقارن أقف من خلاله على وجهين من وجوه تحليل النصوص،  وأثبت مدى  كفائتهما لتحليل النصوص. ومن أهم نتائج هذا البحث أن:  1- دراسة هذا المنهج البلاغي النقدي التحليلي تضيء الطريق للباحث الذي يتجه بدراسته إلى هذا التحليل الهادف، متخذًا من أسس البلاغة والنقد قواعده في بحثه،  فلا يغفل في ذلك مراعاة كلًا من الحال والمقام والسياق، ولا يغفل في ذلك كله– حال الدراسة - التطبيق والتحليل الهادف– عن أسس تلك القواعد البلاغية النقدية المبنية على الذوق الرفيع والفكر الدقيق لدى عبد القاهر في تفصيله لنظرية النظم وغاياتها. 2- بالمقارنة بين النظريات الثلاث تبين أن نظرية النظم هي رائدة النظريات وأكفأها في تحليل النصوص وأقدرها على معرفة ما ينتجه من فنيات جمالية، إذ من خلاها يمكن تلمس جمال النظم وتذوقه،  أما  الأسلوبية فإن ارتباطها بالسياق الخارجي حقق لها ثراءً في العمل الأدبي، ومع ذلك فهي تتناول النص تناولًا كليًا ولا يمكن الوقوف على التحليل الأسلوبي إلا بالإحاطة  بكل  جوانبه، أما البنيوية فهي أقل النظريات معالجة في تحليل النصوص؛ لانعزالها عن السياقات الخارجية،  وتركيزها فقط على طريقة بناء النص، واكتشاف العلاقات بين أجزائها من داخل النص ذاته .