فإن خدمة السنة النبوية والدفاع عنها من أعظم الأعمال، وأفضل القربات، وقد اجتهد أهل الحديث لذلك أيما اجتهاد، فصنَّفوا العلوم، ودوَّنوا الدواوين، وكان من ثمار جهودهم المباركة علم الزوائد، وهو على قسمين: الأول: زوائد المتون، ويهتم الباحثون فيه بإفراد ما زاد من متون مصنف على متون الكتب الستة أو بعضها أو غيرها. والثاني: زوائد رجال، ويهتم الباحثون فيه بإفراد زوائد رجال مصنف على رجال الكتب الستة أو بعضها أو غيرها، فرأيت أن أخوض في بحثي هذا لجة قاموس علم زوائد الرجال، ووقع اختياري على «مسند» الإمام عبد بن حميد رحمه الله، إذ هو كتاب قَلَّت جهود العلماء عليه، فاستخرجت زوائد رجاله على الكتب الستة، مترجما لهم، مبينا لحالهم من الجرح والتعديل، وقد جاء البحث في مقدمة: ذكرت فيها أسباب اختياري للبحث، ومشكلته، ومنهجي فيه، وتمهيد، عرفت فيه بالمصنف، مبينا مكانة مسنده، وأربعة فصول وخاتمة، جاعلا الفصل الأول لأسماء الرجال، والثاني لكناهم، والثالث لأسماء النساء وكناهن، مرتبا الكل على حروف المعجم، والرابع للمبهمات مرتبا لهم بترتيب من روى عنهم، وختمته بخاتمة بينت فيها أهم النتائج، وقد قصدت من وراء بحثي هذا بناء لبنة مهمة في علم الحديث، وتلبية حاجة الباحثين إلى كتاب يفرد زوائد رجال مسند عبد بن حميد على الكتب الستة؛ ليتسنى لهم الوقوف على أحوالهم جرحا وتعديلا دون تشتت أذهانهم في كتب الجرح والتعديل، وقد توصلت من خلال بحثي هذا إلى أن زوائد مسند عبد بن حميد على الكتب الستة تبلغ عشرة ومئة راوٍ سوى المبهمات.