في هذا البحث حديث: عن معالم المنهج الفقهي عند الإمام الماوردي رحمه الله في كتابه: "الحاوي"، والمعالم هي: الطُّرق والأساليب التي اتَّخذها الإمام الماوردي سبيلًا للبحث والاستدلال الفقهي واستنباط الأحكام الشرعية وما يتعلَّق بذلك من أخلاقيَّاتٍ علميةٍ، وقد تكرَّرتْ تلك الطُّرق والأساليب في كُلِّ المسائل أو أغلبها أو بعضها، ويهدف البحث: إلى إبراز معالم المنهج الفقهي عند الإمام الماوردي، عن طريق المنهج التحليلي في دراسة ألفاظه ونصوصه؛ لاستنباط تلك المعالم، وإيراد الأمثلة عليها، وقد تضمَّن البحث: مقدمةً، وتمهيدًا، ومبحثين، وخاتمةً، أما المقدِّمة فذكرت فيها أسباب اختيار الموضوع، والمنهج الخاص المتَّبَع في إجراء البحث، وأهمية البحث، وأهدافه، ومشكلة البحث وتساؤلاته، والدراسات السابقة، ثم بيَّنت منهج البحث العام وإجراءاته، والخطَّة التي سلكتُها، وأما التمهيد فقد احتوى على التعريف بالإمام الماوردي. ثمَّ تطرَّق المبحث الأول للمَعالِم العامة في كتاب: "الحاوي". ثمَّ تطرَّق المبحث الثاني لمعالِم المنهج الفقهي عند الإمام الماوردي الواردة في: "كتاب النكاح". وأخيراً جاءت الخاتمة متضمِّنةً لأبرز النتائج والتوصيات، وسرد عددٍ من الأفكار البحثية المستفادة من كتاب: "الحاوي" للماوردي، ومن أهمِّ نتائج البحث: أنَّ في هذه المعالم المنهجية التي تمَّ إبرازها في هذا البحث إجاباتٍ واضحةً على كثيرٍ من الأسئلة والمشكلات في منهج البحث الفقهي في أيامنا هذه، ومن نتائجه أيضًا: أنَّ المطالع لكتاب: "الحاوي" للماوردي يجد أنه احتوى على عناصر البحث الفقهي الأربعة التي تُبنى عليها البحوث الفقهية وهي كالتالي: تأصيل المسائل- عرض الآراء ومسائل الخلاف- مناقشة الآراء ومسائل الخلاف والترجيح- معرفة المصطلحات التي سار عليها أئمة الفقه من الشافعية، ومن أهمِّ توصيات البحث: ضرورة توجيه طلاب العلم والباحثين إلى إبراز الصورة المشرقة للمنهجية العلمية لعلمائنا الأجلاء على طريقة معالم ظاهرة تُجلِّي تلك المنهجية، ومن توصياته أيضًا: العناية بإرشاد طلاب العلم إلى استقراء مثل هذه الكتب الفقهية الأصيلة؛ للخروج منها بحصيلة علمية وفكرية ولغوية، وتصقل ملكاتهم الفقهية، ولتثريهم في اختيار موضوعاتٍ جديرةٍ بالبحث، بل وتثري فيهم منهجية الأدب العلمي وأخلاقياته التي اتَّسمتْ بها تلك الكتب.