شاع عن النحو أنَّه مجرد قواعد تتحقق في الإعراب أقصى ما تفيده هو تقويم اللسان عند نطق الكلمات، ولا شك أنَّ له معاني أخرى وهي المعنى الوظيفي داخل التراكيب وارتباطها بالمعنى النفسي الذي من خلاله يتم الاختيار والتأليف بين الألفاظ والعبارات وعلى أساسها يتحقق النظم، وهذه هي قضية النظم التي تحدث عنها الإمام عبد القاهر الجرجاني (ت471هـ) بقوله: "النظم هو توخي معاني الإعراب"، وهذا المعنى الوظيفي الذي ذكره الإمام قد ذكره أئمة النحو قبله وعلى رأسهم سيبويه فعند حديثه عن ضبط القواعد كان من أهم أسس بنائها عنده هو فهم المقصود الذي على أساسه قام بضبط هذه القواعد، فلم ينفك النحو يومًا عن علم المعاني فهو ليس تركيزًا على الإعراب وحفظ القواعد فحسب، وإنَّما هو مرتبط بسياقات الاستعمال، والتكامل الذي وضعه الجرجاني بالترابط بين المعنى والقاعدة النحوية نجد جذوره عند إمام النحاة سيبويه، الذي لم يهمل المعنى في بناء العمل النحوي ولم يكتف بالمعاني النحوية فقط بل تجاوزها إلى المعنى الدلالي وما يؤديه الموقف السياقي في إبراز هذا المعنى كما أنَّ المعنى عنده كان هو الفيصل في قبول التراكيب والأساليب، وإن كان الجرجاني قد استفاض في المعاني أكثر بحديثه عن نحو الجملة لكنه كان دائمًا ما يؤكد أنَّه جزءٌ يسير من نحو أشمل من ذلك، وعلى هذا يقوم هذا البحث بتوخي معاني النحو بين إمامين كل منهما  إمام علمه، ويتَّخذ البحث من التقديم والتأخير، والحذف أنموذجا يوضح من خلالهما كيف كانت المعاني هي الهم الأول للنحاة التي قام على أساسها ضبط القواعد، فكتاب سيبويه هو الثمرة التي اكتمل بها نضج علم النحو معنى ومبنى. It is common for grammar that it is just rules that are achieved in the expression, the maximum benefit of which is straightening the tongue when pronouncing words, and there is no doubt that it has other meanings, which are the functional meaning within the structures and their connection to the psychological meaning through which the choice and composition is made between words and expressions and on the basis of which the systems are achieved, This is the issue of nazm that Imam Abd al-Qaher al-Jurjani (d. 471 AH) spoke about when he said: “Nazm is the pursuit of the meanings of inflection." This functional meaning that the imam mentioned was mentioned by the imams of grammar before him, headed by Sibawayh. understand the meaning on the basis of which he set these rules, Grammar has never been separated from the science of meanings, as it is not only a focus on parsing and memorizing grammar, but rather it is linked to the contexts of use, and the integration that Al-Jurjani established with the interconnection between the meaning and the grammatical rule. Rather, he went beyond it to the semantic meaning and what the contextual situation leads to highlighting this meaning, just as the meaning for him was the decisive factor in accepting structures and method that, Accordingly, this research envisages the meanings of grammar between two imams, each of whom is the imam of his knowledge, and the research takes precedence and delay as a model through which it explains how the meanings were the first concern of the grammarians on the basis of which he set the rules .