أصبحت السياحة بأنشطتها المختلفة مسؤولة عن إنتاج ما يقرب من 8% من انبعاثات الكربون في العالم، مما أفقد بعض المقاصد السياحية جزء من مميزاتها، وخاصة في اعتمادها على البيئة كعنصر جذب سياحي مميز؛ ولتحقيق التوازن بين السياحة والبيئة والمصالح الاقتصادية والاجتماعية يأتي دور الاقتصاد الدائري حيث يقوم بدعم الرأسمالية مع الحفاظ على البيئة، لذلك تهدف الدراسة إلى التعرف على ماهية الاقتصاد الدائري وممارساته؛ للوقوف على مدى إمكانية تطبيقه في القطاع السياحي المصري. وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي من خلال تناول الدراسات النظرية المتعلقة بالدراسة، وكذلك إجراء الدراسة الميدانية باستخدام أداة المقابلة الشخصية، حيث تم إجراء مقابلات شخصية مع مجموعة من الخبراء في السياحة والاقتصاد والبيئة والمسؤولين في الأجهزة الرسمية السياحية والبيئية والأكاديميين والرواد من أصحاب المؤسسات والشركات التي تبنت تطبيق معايير الاقتصاد الدائري في أعمالها، والذي بلغ عددهم33 شخصية، حيث تم تصميم أسئلة مفتوحة للمقابلات الشخصية دون تقييد الأفراد بإجابات محددة، والتي نتج عنها مجموعة من التوصيات أبرزاها العمل على زيادة الوعي المجتمعي ونشر ثقافة وفكر الاقتصاد الدائري، توحيد وتكامل الجهود وزيادة سبل التعاون بين واضعي السياسات والمؤسسات المختلفة والمراكز البحثية القائمة على تطبيق عناصر الاقتصاد الدائري المختلفة، وكذلك إنشاء أدوات ودلائل لتحول القطاع السياحي إلى الاقتصاد دائري، يتم الرجوع إليه حسب معطيات المجتمع المحلي.