حاولت هذه الورقة البحثية دراسة التحول في قيم الهوية المصرية بين الواقع الافتراضي والتقنيات الرقمية، في ظل عالم انتشر فيه الانفتاح الثقافي والتقنيات والتطبيقات والتطورات المتلاحقة التي تغزو كل قطاعات النشاط البشري عن طريق الإنترنت والتطور التكنولوجي الهائل، والتي أسهمت في تغيير مفهوم ودلالة الهوية الوطنية، وتتمثل مظاهر تأثيرها علي اللغة والدين والأزياء والتعليم وغيرها، فالشباب اليوم هم الأكثر ارتباطاً بابتكاراتها فإما يحققون من ورائها مكاسب علمية وتقنية، وإما يحصدون الفشل. وقد تناولت العديد من الدراسات قضية الهوية، ولكن لم يُلتفت إلي تأثير استخدام التكنولوجيا الحديثة على الشباب من خلال تغيير سلوكهم الاجتماعي، وتأثرهم بأفكار قادمة من الغرب تتعارض مع طبيعة مجتمعاتنا وقد تؤثر سلبا على علاقة الشباب بمجتمعاتهم. وصارت مسألة الهوية تمثل أطروحة بحث رئيسة تفرض نفسها بقوة علي بساط البحث في كثير من ميادين المعرفة، وتمثل قضية محورية لندوات ومؤتمرات محلية وإقليمية ودولية عديدة، ومن هنا تبحث الدراسة سؤالا محوريا يتمثل في الكشف عن التحول في قيم الهوية بين الواقع الافتراضي والتقنيات الرقمية، مستخدمه منهج التحليل الثانوي لجمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها.