من عهد أرسطو وأفلاطون، مرورا بالفارابى وابن تيمية والغزالى، وصولا إلى ماركس ودوركايم، وكل هؤلاء قد أوضحوا مفهومهم عن السعادة بين المادية والأخلاقيات النبيلة والرضا بالقضاء والقدر، وهل هى مرتبطة بالسعادة الدنيوية أم بالحياة الآخرة، فجاء البحث ساعيا إلى رصد رؤى الناس حول السعادة وطرق تحصيلها مع اختلاف المراحل العمرية والنوع والخبرة الشخصية والمجتمعية وذلك من خلال الاجابة على التساؤلات المنبثقة من الهدف الرئيسى، وهو التعرف على مصادر تحصيل السعادة فى المجتمع المصرى، ولمعرفة الدور الذى تلعبه الخبرة الشخصية والسياق الاجتماعى والثقافى فى تحصيل السعادة، وذلك من خلال عينة قوامها 40 فرداً ممثلين لمحافظتى القاهرة والقليوبية فى الفترة من 2022 إلى 2024، مع الاستعانة بالمنهج الاثنوجرافى والملاحظة والمقابلة ودليل العمل الميدانى كأدوات لجمع البيانات فى إطار نظرية رؤى العالم، وجاءت النتائج على النحو التالى: - الجميع يعرف بدقة أسباب التعاسة، أما عند السؤال عن أسباب السعادة يتوقف عندها فى محاولة لتحديد مصدرها بالنسبة له، لهذا تم التأكيد فى المقدمة على أهمية الدراسات التى تركز على مفاهيم السعادة والحياة الطيبة والاتزان وغيرها لدعم أفكارها ونشرها فى ثقافة المجتمع. - الخصائص الاجتماعية للفرد (النوع – السن – التعليم – الحالة الاجتماعية – الوظيفة – منطقة السكن) كلها عوامل مساعدة وليست رئيسية فى تحصيل السعادة. - المصادر المعنوية مصدر رئيس للحصول على السعادة، وعليه تؤدى التنشئة الأسرية دورا محوريا فى إيصال الإيجابيات الفردية والمجتمعية بصورة ترسخ القدرة على الدافعية والإنجاز. - يقع على الدولة دور رئيس فى تحقيق السعادة لأبنائها، لأنها المنوطة بتهيئة الجو العام للعدالة والشعور بالأمان وهى مصادر رئيسية للرفاه الاجتماعى.