أدى التطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى تغيير جذري في كيفية ممارسة قطاع الخدمات لمهامه بما يتناسب مع تغيرات التكنولوجيا المتسارعة، فقد حوَّل أنماط العمل التقليدية إلى أنماط إلكترونية لتواكب تلك التغيرات، وتعد الرقمنة من أبرز التطبيقات التي ظهرت خلال السنوات الماضية لأنها جاءت كرد فعل واقعي لاستخدام تطبيقات الحاسب الآلي في مجال الخدمات لتطوير طرق العمل التقليدية إلى طرق أكثر مرونة وفعالية، بالإضافة إلى توفير الجهد والوقت والتكلفة وتدعيم التواصل بين قطاع الخدمات وبين المواطنين، ومن هنا حاول قطاع الخدمات تبني مفهوم الرقمنة لتحسين أدائه وتحسين جودة الخدمة المقدمة، وبالتالي تحقيق الاستدامة، وتستهدف الدراسة التعرف على دور الرقمنة في تحقيق الاستدامة في قطاع الخدمات، وتنبع أهمية الدراسة من الأهمية البالغة للرقمنة والآثار الناتجة عن تطبيقها في قطاع الخدمات، وتظهر معالم الإشكالية التي تعالجها الدراسة في التساؤل الجوهري التالي: ما هو دور الرقمنة في تحقيق الاستدامة في قطاع الخدمات؟ وعلى ضوء الإشكالية المطروحة برزت مجموعة من التساؤلات الفرعية التي تساعد على الإلمام بحيثيات التساؤل الرئيس المطروح وتتمثل فيما يلي: ما المقصود بالرقمنة؛ وفيما تتمثل أهم تطبيقاتها في قطاع الخدمات؟ ما معوقات تطبيق الرقمنة في قطاع الخدمات؟ كيف تحقق الرقمنة الاستدامة بقطاع الخدمات؟