تحاول الدراسة التعرُّف على أهم الآليات التي تحقق من خلالها الشرائح الطبقية في الريف المصري قدرتها التكيفية في الحياة اليومية، وتحديد أهم التحولات البنائية التي طرأت على الريف، والكشف عن أهم الضغوط لدى هذه الشرائح الطبقية، ورصد أهم الأنماط الأساسية لآليات التكيف الاقتصادية والاجتماعية في الريف، ومدى التباين بين الشرائح المختلفة. كما ترتكز هذه الدراسة على نظرية النسق الاجتماعي، ونظرية الحرمان الاجتماعي، ونظرية الضغط والتوتر، والاتجاه الفينومينولوجي، ومدخل التخفيف من حدة الفقر، ومدخل سُبل المعيشة المستدامة، ومقولات ما بعد الحداثة. واستعانت الدراسة بالمنهج الوصفي التحليلي والمنهج الأنثروبولوجي من خلال إجراء المقابلات المتعمقة للتطبيق على عدد مُعين من الأسر الريفية من الشرائح الطبقية المتباينة بقرية كفر العيص بمحافظة البحيرة، بالإضافة إلى أداة الملاحظة والملاحظة بالمشاركة والإخباريين؛ وذلك بعد إجراء دراسة استطلاعية استعانت خلالها بالمقابلات الأولية والحلقات النقاشية البؤرية. وتوصلت الدراسة إلى تحديد أهم التحولات البنائية والمعاصرة التي طرأت على القرية من تغيرات في مفهوم الأسرة ونمطها المعيشي، مرورًا بتغير بناء القوة داخل الأسرة، والتغيرات المرتبطة بالقيم والثقافة خصوصًا ثقافة الإنجاب، وتغير الطراز العمراني، وتحول الريف من منتج إلى مستهلك، للوقوف على أهم الخدمات الأكثر احتياجًا لها. كما أكدت الوعي الذاتي بالضغوط لدى الشرائح الطبقية، وكان للضغوط تأثيرها على السلوك الاجتماعي والاقتصادي، ومِن ثَمَّ التأثير على القدرة التكيفية للشرائح الطبقية حيث أدى تزايد الشعور بالإحباط، والعنف إلى تزايد صور المعاناة. ومع ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض إشباع الحاجات الأساسية، انخفضت القوة الشرائية خصوصًا للشرائح الوسطى الفقيرة، كما تباينت الشرائح الطبقية فى تأكيد دور علاقات الجيرة فى التكيف مع الضغوط والتوترات الحياتية. وتوصلت الدراسة إلى تحديد آليات التكيف الاقتصادي والاجتماعي، وأظهرت النتائج مدى التباين في قدرة الشرائح الطبقية في الريف في قدرتهم على توظيف جميع موارد الأسرة في إشباع احتياجاتها الأساسية من خلال رصد أسلوب معيشتهم ودرجة وطبيعة التفاعل.