تهتم هذه الدراسة بتحديد مفهوم خطاب الكراهية ورصد مظاهره، ولا سيما الدور الذي يقوم بِه في تآكل رأس المال الاجتماعي في المجتمعات التي استطاعت أن تُبنى ركام من هذا الرأسمال؛ وذلك من خلال تحليل عملين روائيين للأديب بهاء طاهر: الأول، رواية "خالتي صفية والدير" 1991م، التي تهتم برصد العلاقة بين أقباط مصر (المسلمون والمسيحيون) في فترة تاريخية من فترات المجتمع المصري، كما تركز أيضًا على جدلية الحب والموت بين شخصيات الرواية، والثاني، رواية "واحة الغروب" 2008م، التي تدور أحداثها حول الصراع بين الجماعتين المُشكلتين لسكان واحة سيوة "الشرقيون والغربيون"؛ ذلك الصراع الذي ولَّد خطابًا للكراهية بين الجماعتين وألقي بظلاله على طبيعة العَيش المشترك بين الجماعتين.
   وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن خطاب الكراهية في كلتا الروايتين قد أدى إلى تآكل رأس المال الاجتماعي، والذي انعكس بدوره سلبًا على أبعاد وخصائص هذا الرأسمال مما أدى إلى: فقدان الثقة، وضعف التماسك الاجتماعي والعزوف عن المشاركة المجتمعية، وعدم احترام الآخر ورفضه ومن ثمَ تهديد بنية العلاقات الاجتماعية داخل الأمكنة التي دارت فيها أحداث الروايتين، وبين الشخصيات التي تدور حولهما أحداثهما.