هدفت الدراسة إلى تحليل ثقافة العمل عن بُعد، وذلك بالكشف عن العوامل الاجتماعية التي شكلت ثقافة العمل عن بُعد لدى ممارسيه وشجعت على مزاولته وأشكال تأثيراتها، والمعلومات المكتسبة من هذه العوامل وعن مميزاته التي شكلت هذه الثقافة، وأخيرًا عرض الوسائل المقترحة التي يمكن توظيفها لنشر تلك الثقافة، وأوجه الإسهام المنوطة بها.
      وطبقت أداة "المقابلة المتعمقة" على عينة "كرة الثلج" من ممارسيه. انطلقت من نظريتى "الاستخدامات والإشباعات" و"مجتمع ما بعد الصناعة"، وتوصلت إلى تعدد العوامل الاجتماعية المؤثرة في ثقافة العمل عن بعد كالمعارف، وسائل الإعلام الرقمي، الأسرة، الأصدقاء، الجهات الداعمة للمشروعات، وتعددت أشكال تأثيراتها كتقديم الخبرة والمهارة الرقمية والدعم المادي المطلوب لممارسته. ولقد اختلفت المعلومات عن مميزاته باختلاف العمل الممارس، وعمومًا جاءت أبرزها في التوفيق في القيام بأدوار متعددة؛ لممارسته من المنزل ولمرونته، وتحقيق بعض قيم العمل: كالحاجة إلى الاستقلالية، وحب العمل، وتعددت الوسائل المقترحة لنشر تلك الثقافة كوسائل الإعلام الرقمية والتقليدية من خلال إسهاماتها التوعوية والإخبارية والتحفيزية، وتنظيمات التعليم العالي بعقد ندوات توعوية للطلاب، والأسرة من خلال عملية التربية، وغير ذلك من المهام المنوطة لهذه الوسائل.