قدمت الأفلام العربية صورة نمطية عن الاضطرابات النفسية ووضعتها في قالب درامي سوداوي في العقود الماضية . هدفت الدراسة الحالية لتحليل صورة  اضطراب التوحد كما تقدمها منصات المشاهدة الرقمية. وركزت الدراسة على رصد أبرز سبل تكييف الشخص ذوي التوحد بالمجتمع كما تظهر في المنصات الرقمية. اعتمدت الدراسة على تحليل المضمون لأول عشر حلقات من أربع مسلسلات تتناول شخصية ذوي التوحد كشخصية محورية في المسلسل وهي: مسلسل "في كل أسبوع يوم جمعة"، مسلسل "حالة خاصة"، مسلسل " Atypical"، ومسلسل ""The Good Doctor. أكدت نتائج الدراسة أنه تم تقديم صورة اضطراب التوحد بشكل إيجابي بصفة عامة ماعدا مسلسل (في كل أسبوع يوم جمعة ) والذي أظهر الصورة النمطية للمريض النفسي وصور الشخص ذوي التوحد كقاتل وعدائي. وقدم كلا من مسلسل Atypical" “ ومسلسل "حالة خاصة"  جوانب إيجابية وواقعية من واقع المشخصين بالتوحد كالقدرة على تحسين قدراتهم في ظل الدعم، والتقبل الأسري، والاجتماعي، والمهني بالإضافة للتحديات التي تواجههم. وأشارت النتائج لوجود توافق بين أعراض اضطراب التوحد في المسلسلات مع أعراض اضطراب التوحد الموجودة في دليل التشخيص النفسي 5-DSM بمستويات متباينة. واشتملت جوانب تحليل المضمون على تسعة أبعاد وهي: شخصية البطل وسمات التوحد، العلاقات الرومنسية، الاهتمام بالآخرين، مهارات بيئة العمل، مهارات الشخص ذوي التوحد وتطورها، العلاقات الاجتماعية وتعلم المهارات الاجتماعية، التعامل مع عصبية الشخص ذوي التوحد، تعامل الأسرة مع شخصية ذوي التوحد، واستغلال مهارات الشخص ذوي التوحد. توصي الدراسة بتحليل مضمون لوسائل التواصل الاجتماعي لرصد تأثير هذه الأعمال المطروحة في منصات المشاهدة الرقمية على المشاهدين. كما توصي القائمين على الأعمال الدرامية بتحري الدقة والأصالة والبعد عن النمطية في تصوير التوحد وغيرها من الاضطرابات النفسية.