تعتبر الدراما الرقمية –موضع إهتمام الورقة الحالية –شكل من أشكال الدراما الذي إرتبط في عرضه بالمنصات الرقمية ؛ حيث تم إنتاج هذا النوع من الدراما ليعرض بشكل حصري علي هذه المنصات. وتتمثل الإشكالية البحثية في الإجابة علي تساؤل رئيس مؤداه ؛ هل إيديولوجيا الدراما الرقمية المعروضة علي المنصات الرقمية المختلفة عابرة للثقافات ، وهل تعيد تشكيل وصياغة الخصوصية الثقافية من خلال بث أفكار وتصورات مغايرة مثلاً أم تحافظ علي الخصوصية الثقافية لمجتمع المؤلف المفترض كونه من المجتمعات العربية التي تتشابه في سمات عامة من الخصوصية الثقافية بحكم وضعها الإقليمي. توصلت الورقة إلي انه قد تكون إيديولوجيا الدراما الرقمية المعروضة علي المنصات الرقمية المختلفة عابرة للثقافات أي لا تمثل المجتمع الذي تعرض فيه، وأن القيم الكونية قد تطغي علي السياق الدرامي للمسلسلات التي يتم عرضها علي المنصات الرقمية في المجتمعات العربية ، وأن هناك تشكيل وإعادة صياغة للخصوصية الثقافية الخاصة بالمجتمع العربي والمصري من خلال بث أفكار وتصورات مغايرة عن الواقع ، وإذ أنه من الصعب التحكم في المضمون الإبداعي الرقمي بكافة أشكاله – وخاصة الدراما الرقمية ، لذلك يكمن الحل في خلق وعي مستنير وحقيقي لدي جموع المتلقين لإن العقل الواعي يستطيع الفرز ، والإنتقاء والتمييز ، وأن الحفاظ علي الخصوصيات الثقافية لمجتمعاتنا تبدأ بإعمال العقل وخلق الوعي من خلال وسائط التنشئة الاجتماعية المختلفة ومن خلال وسائل الإعلام المحلية والوسائط التي تستخدمها وغيرها من الأليات ذات التأثير.