لقد أدى التحول الرقمي إلى تغيير كبير في التفاعلات الاجتماعية للمراهقين، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا في حياتهم.  حيث لدى جميع المراهقين إمكانية الوصول إلى العديد من المنصات الرقمية بشكل دائم، مما يؤكد أهمية الاتصال الرقمي. وتتجلى هذه الديناميكيات في المجال الرقمي في التأثيرات الخفية والضغوط العلنية، حيث يمكن أن يكون الخط الفاصل بين التأثير والإكراه غير واضح أحيانا. وعندما يتفاعل المراهقون مع وسائل التواصل الاجتماعي فإنهم يواجهون بسيل من المحتوى من أقرانهم الذين يمكنهم تشكيل قيمهم وتفضيلاتهم وسلوكياتهم، وتكون هذه التفاعلات بين المراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحيانا بمثابة بوصلة اجتماعية، لتوجيههم نحو ما يعتبرونه معياريًا ومرغوبًا فيه. وتصبح ردود الفعل المستمرة من الإعجابات والتعليقات والمشاركات مقياسًا للمكانة الاجتماعية ومصدرًا لموافقة الأقران أو العكس. لذلك سعت الدراسة إلى ضغط الأقران الذي يواجهه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقته بتقدير الذات لديهم" وذلك من خلال كشف طبيعة التفاعلات وآليات التأثير، من خلال تحديد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم أو تخفيف آثار ضغط الأقران.  كخطوة نحو تمكين المراهقين من التنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمرونة، وتعزيز بيئة يتم فيها تقدير قيمتهم الذاتية بدلاً من تقويضها من قبل أقرانهم. وتم إجراء الدراسة على عينة مكونة من 300 مفردة من الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من المراهقين بمستويات عمرية وتعليمية مختلفة من 11 إلى 21 سنة في إطار مراحل المراهقة المختلفة (المبكرة 11- 14 – المتوسطة 15-17– المتأخرة 18-21) وقد تم اختيار العينة بشكل عمدي بناء على متطلبات محددة تلبي متطلبات الدراسة راعت فيها استخدام وسائل التواصل، والتفاعل مع غيرهم من المستخدمين وبمستويات مختلفة. وكشفت نتائج الدراسة التأثير الواضح لضغط الأقران بين المراهقين والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على تقدير الذات. من الواضح أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي وأنها تؤثر بشكل كبير على عمليات المقارنة الاجتماعية للمراهقين.  الارتباط بين تفاعلات المراهقين الأقران على وسائل التواصل الاجتماعي وتقدير الذات، حيث تلقي ردود الفعل الإيجابية من الأقران مزيدا من تقدير المراهقين لذاتهم كما يؤكد الارتباط بين التفاعلات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي وتقدير الذات على ما يمكن أن تحدث من سلبيات التي يمكن أن تحدثها عليهم كذلك.  وجود علاقة إيجابية بين الشعور بضغط الأقران والتأثير على سلوك المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعني مع زيادة الشعور بضغط الأقران على وسائل التواصل الاجتماعي، هناك زيادة مقابلة في تأثيره على سلوك المراهقين. وأن هذه العلاقة تتطلب الاهتمام لا شك بالاستراتيجيات التي تهدف إلى التخفيف من آثار ضغط الأقران في البيئات الرقمية.