أدت التطورات السريعة في تكنولوجيات الإعلام إلى تغيير شكل مشاركة الشباب في الفعاليات؛ فمشاركة الأجيال التي تستخدم تطبيق الزوم Zoom في الفعاليات ممن يعرفون بأنهم مواطنون رقميون تختلف عن مشاركة الأجيال الأكبر سنًا. وفي الوقت الذي تحول فيه مرض الكورونا (كوفيد-19) إلى أخطر وباء هذا القرن، وطُلب من الناس أن يلزموا منازلهم، اكتسبت مشاهدة البث المباشر أو متابعة الفعاليات الهجينة شعبية بين الشباب فاقت شعبية متابعة الأحداث التي يبثها التلفزيون؛ فالبث المباشر يسمح لمستخدمي الإنترنت بث ومتابعة المحتوى في الوقت الفعلي فور حدوثه. ومن أكثر منصات البث المباشر شعبية هي تويتش Twitch، وويوتيوب لايف YouTube Live، و إنستجرام لايف Instagram Live، وفيس بوك لايف Facebook Live، وتويتر Twitter، و فيميو لايف Vimeo Live، وكثير مما سبق ذكره يعد من منصات التواصل الاجتماعي حيث أصبح البث المباشر للمحتوى شكلاً فعالًا من أشكال المحتوى الإعلامي المتداول على منصات التواصل الاجتماعي. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، استضافت مصر الكثير من الأحداث الدولية، مثل منتدى شباب العالم، والمؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، وتم بث الفعاليتين بثا مباشرا من شرم الشيخ. وناقشت هذه الفعاليات قضية الاستدامة، وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030. وتعمد الدراسة الحالية إلى معرفة إذا ما كان البث الحي المباشر للفعاليات الدولية التي استضافتها مصر قد ساعد الشباب المصري في فهم قضية الاستدامة أم لا. واستعانت الدراسة بأسلوبين من أساليب البحث النوعي، واستخدمت عينة متعلقة بالهدف (عينة غرضية) غير احتمالية لمعرفة المزيد من التفاصيل. وكان الأسلوب الأول التي استعانت به الدراسة هي مجموعة تركيز على طلاب الجامعات، والأسلوب الثاني هو إجراء مقابلة مع خبير الاستدامة. وأظهرت النتائج النوعية أن البث المباشر للفعاليات الدولية في مصر لم تساعد الشباب في فهم قضية الاستدامة، ولا أهداف التنمية المستدامة؛ مما يعنى أن الشباب المصري لن ينخرط في سلوكيات تتسم بالاستدامة. وهناك أدوات أخرى يمكن من خلالها توعية الشباب بقضية الاستدامة مثل: تحديث مناهج التعليم في المدراس، وتوفير ألعاب على الإنترنت أو ألعاب فيديو ذات صلة بالاستدامة، وتنفيذ أنشطة تفاعلية عن تلك القضايا، وتبني تكنولوجيات مبتكرة مثل تكنولوجيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.