هدفت الدراسة إلى استكشاف المعايير المُحدِدَّةُ لمصداقية صفحات الصحف على فيسبوك، من خلال دمج أبرز المُحدِدَّات التي وضعتها الدراسات السابقة في نموذج مُقترح، وبيان أي هذه المُحدِدَّات أكثر تأثيرًا في مصداقية المضامين الخبرية بصفحات الصحف، وتأثير مصداقية الوسيلة، ومصداقية المصدر، ومصداقية الرسالة في مصداقية المضامين الخبرية، ودور المؤثرات الخارجية، والشخصية في هذه المصداقية، والعلاقة بين هذه المُحدِدَّات ونهج المصداقية الذي ينتهجه الجمهور بين مصداقية فورية (ظاهرية)، ومصداقية التحققُّ، من خلال تطوير نموذج نظري متعدد المتغيرات لمُحدِدَّات مصداقية المضامين الخبرية بصفحات الصحف على فيسبوك، باستخدام النمذجة للمعادلات الهيكلية (SEM) modeling structural equation، وذلك بالتطبيق على عينة من الجمهور المصري متابعي صفحات الصحف على فيسبوك، قوامها (454) مفردة، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، في الفترة من 20 يوليو وحتى 28 أغسطس 2023. وجاءت صفحة صحيفة اليوم السابع في مقدمة صفحات الصحف متابعًة على فيسبوك، يليها صفحة المصري اليوم، ثم صفحة الوطن، وكان المستوى المتوسط هو الأبرز بالنسبة لمعظم مقاييس الدراسة فيما عدا مقياسي القدرة المعرفية، ومصداقية التحقُّق. وأثبتت نتائج اختبارات الصدق التقارُبي، والصدق التمايُزي، ومعاملات المسار، وحجم التأثير، ومعامل التحديد، واختبارات الفروض، صلاحية النموذج المُقترَح لقياس مصداقية المضامين الخبرية والمعلوماتية بوسائل التواصل الاجتماعي، والملائمة التنبؤية القوية للنموذج، ومطابقة النموذج في شكله النظري، للنموذج الخاص بالبيانات الميدانية. وكان لمصداقية الوسيلة ومصداقية الرسالة تأثير دال إحصائيًا في العوامل الشخصية (القدرة المعرفية، ودافع التعرض للأخبار، والاهتمام بالموضوع، وكثافة التعرض)، والعوامل الخارجية (توقيت نشر الخبر، المصداقية الاجتماعية)، وكان للعوامل الخارجية، والعوامل الشخصية تأثير دال إحصائيًا في مصداقية المضامين الخبرية والمعلوماتية بنوعيها (مصداقية التحقُّق، والمصداقية الظاهرية)، وأكد ذلك تحليل الوساطة حيث وُجِدَ تأثير وسيط للعوامل الشخصية وللعوامل الخارجية بين مصداقية الرسالة وكل من مصداقية التحقُّق، والمصداقية الظاهرية، وبين مصداقية الوسيلة وكل من مصداقية التحقُّق، والمصداقية الظاهرية، ولم يتبين وجود أي تأثير سواء مباشر أو غير مباشر بين مصداقية المصدر، وأي من نوعي المصداقية.