هدفت الدراسة إلي رصد وتحليل سمات الجمهور الرقمي وعلاقتها بأنماط ومحددات تفاعله مع محتوي المنصات الإخبارية، عبر دراسة ميدانية تم تطبيقها باستخدام أداة الاستبيان على عينة مكونة من 320 مفردة من شرائح الجمهور الرقمي التي تتنوع فيما بينها وفق متغيرات النوع، السن، التعليم، محل الإقامة، الوظيفة، إلى جانب أداة مجموعات النقاش المركزة التي وظفها الباحث في إجراء نقاش مع ثلاث مجموعات ممثلة لفئات الجمهور الرقمي، بهدف تعميق نتائج الاستبيان.
وخلصت الدراسة أن أبرز سمات الجمهور الرقمي، هي: إنه جمهور متعدد الشرائح، تغيرت أدواره فأصبح صانع للمحتوي ومتلقي ومتفاعل معه، كما أن اهتماماته وتفضيلاته متنوعة ومتغيرة بسرعة، جمهور ذو ثقافة بصرية يتفاعل مع المحتوي المرئي من صور وفيديوهات أكثر من النصوص المكتوبة بأشكال عديدة منها إبداء الإعجاب والتعليق والمشاركة، إلى جانب كونه جمهور المعلومة السريعة الذي يفضل المعلومة الموجزة عن النصوص الطويلة، وسلوكه الرقمي متشعب عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأساليب تفاعله واستهلاكه للمحتوي الإخباري متباينة، والتلقي الرقمي لديه مشروط بعوامل بعضها يرتبط بطبيعة الأحداث التي يتعرض لها، وآخري ترتبط باهتماماته وتفضيلاته. وغيرها.
وانتهت النتائج إلى أن نسبة (48.4%) من إجمالي المبحوثين يتفاعلون مع محتوي المنصات الإخبارية بدرجة متوسطة، مشيرة إلى أن تفاعل الجمهور مع هذا المحتوي مرهون بخمسة محددات، جاءت على الترتيب التالي: عنوان الخبر، طبيعة الحدث الذي يتناوله الخبر، الصور والفيديوهات المصاحبة للخبر، الشخصية محور اهتمام الخبر، إلى جانب السياق العام السائد في المجتمع قد يدفعهم أيضًا للتفاعل مع أخبار بعينها. وقدمت الدراسة العديد من التوصيات، أبرزها: ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم الجمهور الرقمي، وأن تبادر المؤسسات الإخبارية بصياغة دليل يوجه محرريها لاستراتيجيات "التفاعل مع الجمهور الرقمي"، وتقديم محتوي يلبي اهتمامات هذا الجمهور في إطار الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية.