مع تعدد مواقع التواصل الاجتماعي وتنوعها، ازدادت خطورة هذه المواقع فيما يتعلق بخصوصية البيانات، خاصة تلك المواقع التي يسمح المستخدم لها باستخدام بياناته الشخصية بدون الرجوع إليه، الأمر الذي يضع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في معضلة ما بين حاجاتهم لمشاركة المعلومات مع الآخرين لبناء علاقات جديدة وبين رغبتهم في الحفاظ على سرية بياناتهم وخصوصية حياتهم الرقمية.
وتبرز هنا المشكلة الأساسية للبحث من أجل التعرف مدى إدراك الشباب والمراهقين لبنود الخصوصية وشروطها وكيفية حماية بياناتهم الرقمية والمخاوف المرتبطة بهذه الخصوصية وما إذا كانت مثل هذه العوامل قد تؤثر على تفاعلهم واستخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أجل التأصيل النظري لموضوع الدراسة، قام الباحث باستخدام مدخلين نظرين وهما إدارة خصوصية الاتصال Communication Privacy Management (CPM) ونظرية حساب الخصوصية Privacy Calculus، حيث ساعدت هذه النظريات على توضيح أهم العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار الخاص بالحفاظ على الخصوصية أو الإفصاح عنها.
ومن أجل وضع تصور لحل المشكلة البحثية اعتمد الباحث على المنهجين الكمي والكيفي وذلك من خلال تطبيق استمارة على الشباب الجامعي وبلغ عددهم 400 مفردة، بالإضافة إلى إجراء مجموعات نقاش مركزة لطلبة جامعيين في جامعات حكومية وخاصة.
وتوصلت الدراسة إلى أنه على الرغم من ارتفاع مخاوف عينة الدراسة تجاه خصوصية بياناتهم الرقمية، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على معدل تفاعلهم واستخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى أن العوامل الديموغرافية كان لها تأثير على مخاوف العينة تجاه الخصوصية الرقمية، بالإضافة إلى أن الدراسة توصلت إلى ارتفاع معدل تفاعل على العينة على هذه المواقع في حالة إدراكهم وقراءتهم الجيدة لسياسات الخصوصية الخاصة بهذه المواقع.