تقدم المناسبات التسويقية أمثلة تطبيقية لسلوك المستهلك خلال فترة زمنية معينة، وبالتالي فإن التدقيق في تلك المناسبات ودراستها سوف يساهم في رفع مستوي رفاهية المستهلك عن طريق تقديم معلومات حول كيفية إدارة تجربة شرائية ناجحة ومُستدامة؛ ففي إطار الهدف رقم (12) من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية مصر (2030)، تسعى الدولة إلى بناء منظومة استهلاكية رشيدة تماشيًا مع المساعي العالمية لتحقيق الاستهلاك المستدام.
ولما ارتبطت المناسبات التسويقية بمخاوف عدة نظرًا لأنماط الاستهلاك المفرطة التي تشهدها تلك الفترة، وما كان لها من آثار سلبية على البيئة، جاءت أهمية الدراسة الحالية في الحاجة إلى تنمية الثقافة الاستهلاكية للمستهلك في ظل السعي الدولي لتحقيق الرفاهية للمستهلك والاستدامة للبيئة.
ومن هنا طورت الباحثة نموذجًا يتناسب مع الأنماط الاستهلاكية والثقافية في المجتمع المصري خلال المناسبات التسويقية. وعليه، تم إجراء دراسة كمية على عينة قوامها (311) مفردة من الشباب المصري، وأخري كيفية من خلال عقد (5) مقابلات مع قيادات جهاز حماية المستهلك. وتتلخص أهم نتائج الدراسة في تحقيق الجمعة البيضاء الإفادة لكل من البائع والمستهلك، في حين أنه قد ارتفعت نسبة عدم ثقة المبحوثين في التجار؛ فقد يتلاعب التجار في الرسالة الإعلانية. كما توصلت الدارسة إنه على الرغم من وجود اتجاهات سلبية لدي بعض المبحوثين نحو الجمعة البيضاء لكونها ضد الاستدامة، إلا أن معظمهم ينفق بشكل مبالغ فيه لشراء منتجات غير أساسية؛ كالملابس نتيجة للصخب الترويجي في تلك الفترة، بالإضافة إلى اهتمام الشباب بمتابعة المؤثرين لمواكبة الموضة. كما انتهت الدراسة إلى ممارسة جهاز حماية المستهلك دورًا مهمًا خلال المناسبات التسويقية يتمثل في الرقابة على الأسواق، وتثقيف المستهلك حتى لا يتم استغلاله من قبل التجار، وتوعيته بشأن الاعتدال في الاستهلاك.