تعد الأسمدة الكيماوية من أهم مدخلات الإنتاج الزراعي، ويواجه قطاع الزراعة في الآونة الأخيرة تحديات هائلة بشأن القدرة على تحمل تكلفة الأسمدة وتوافرها مما قد يعرض المجتمع لخطر عدم توافر الغذاء، فعدم توافر الأسمدة وإمكانية الحصول عليها وتوقف سلاسل الإمداد وارتفاع الأسعار، كلّها عوامل تؤدي لخطر عدم قدرة المزارعين على زراعة المحاصيل الغذائية، واستهدفت الدراسة تحليل سوق الأسمدة على المستوى العالمي والمحلي ووسائل تحقيق الاستقرار في الكميات الموردة محليا، في ضوء تحقيق أقصى استفادة ممكنة للشركات المنتجة من حصيلة الصادرات. وقد تناولت الدراسة الإنتاج والاستهلاك العالمي من الأسمدة النتروجينية في الدول المختلفة وتبين أن دول شرق آسيا تنتج  وتستهلك نحو 37% من متوسط الإنتاج والاستهلاك العالمي، وتنتج دول شرق أوربا ووسط آسيا نحو 13%، وتستهلك نحو 9.3%، وبلغ إنتاج دول جنوب آسيا نحو 12.6%، واستهلاكها نحو 15%، وتنتج دول أمريكا الشمالية نحو 10% من الإنتاج العالمي وتستهلك نحو 12.5% من الاستهلاك العالمي، وتنتج دول غرب آسيا نحو 8.5% وتستهلك نحو 6% وذلك في متوسط الفترة 2002-2021. كما تبين أن صادرات دول شرق أوروبا ووسط آسيا ثم دول غرب آسيا ثم دول شرق آسيا ثم دول أمريكا اللاتينية ثم دول أفريقيا تمثل نحو 25.3%، 22%، 15.5%، 12.2%، 7.8% من متوسط الصادرات العالمية من الأسمدة النتروجينية لكل منها على الترتيب خلال نفس الفترة. كما تبين أن دول أمريكا الشمالية تستورد حوالي 20% من متوسط الواردات العالمية، ثم يليها دول غرب أوروبا بنسبة واردات 16% ثم دول أمريكا اللاتينية ودول شرق آسيا ودول جنوب آسيا بواردات تبلغ نحو 15.3%، 15%، 13.5% لكل منهم على الترتيب.
وبدارسة تطور إنتاج أهم المنتجات النتروجنية (الأمونيوم، واليوريا، ونترات الأمونيوم، وسلفات الأمونيوم) تبين أنه متزايد بمعدل نمو سنوي بلغ 1.8، 2.4، 1.9، 2.1% لكل منهم على الترتيب وذلك خلال الفترة 2002-2021. وتبين أن متوسط كمية صادرات اليوريا على مستوى العالم تمثل نحو 48% والأمونيوم 39%، تليها نترات الأمونيوم وسلفات الأمونيوم بنسبة بلغت نحو 8%، 6% على الترتيب، وقد اخذت صادرات اليوريا وسلفات الأمونيوم معدل سنوي متزايد بلغ نحو 3.6%، 2% على الترتيب.
كما تبين أن الإنتاج المحلي من الأسمدة النتروجينية قد حقق فائض متذبذب خلال الفترة 2002-2021 بحد أدنى بلغ نحو 0.82 مليون طن في عام 2002 وحد أقصي قدر بنحو 1.6 مليون طن في عام 2004، ثم تحول الفائض بين الإنتاج المحلي والاحتياجات الفعلية من الأسمدة النتروجينية إلى عجز متزايد خلال باقي فترة الدراسة، كما تبين أن الفجوة بين المتاح للاستهلاك والاحتياجات الفعلية من الأسمدة النتروجينية قد اتخذت نفس النمط المشار إليه بين الإنتاج والاحتياجات.
وتعتبر اليوريا أهم صادرات مصر من الأسمدة النتروجينية والتي تتزايد كميتها بنحو 11% سنويا خلال الفترة 2002-2021، كما أشارت النتائج إلى زيادة السعر العالمي وسعر التصدير لليوريا عن سعر المستهلك والذي يعزى للدعم الموجه من جانب الدولة لسعر اليوريا المورد من الشركات المنتجة لوزاره الزراعة، واتجاه المنتجين إلى زيادة الكمية المصدرة من اليوريا لتحقيق الأرباح، مما يؤدي إلى زيادة العجز بين الإنتاج والمتاح للاستهلاك من اليوريا، كما يؤدي زيادة الطلب على هذه الأسمدة إلى ظهور السوق السوداء وما يصاحبها من ارتفاع في أسعار هذه الأسمدة وبالتالي زيادة تكاليف الإنتاج النباتي ومن ثم ارتفاع أسعار الغذاء، ولذلك يتوجب على الدولة العمل على ضبط منظومة إنتاج واستهلاك وتصدير الأسمدة النيتروجينية.كما توصلت الدراسة إلى أن أية زيادة في أسعار الأسمدة النتروجينية سيترتب عليها زيادة قيمة مستلزمات الإنتاج النباتي وانخفاض صافي قيمته إذا لم تواكب أسعار المحاصيل الزراعية نفس التغيرات التي طرأت على قيمة المستلزمات.مما يتطلب قيام الحكومة بالآليات المناسب لتوفير احتياجات المزارعين من الأسمدة بأسعار مناسبة دون المساس بأرباح الشركات المنتجة.