هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن تصورات ومفاهيم المربيات الحاضنات حول أهمية التعلم الاجتماعي والعاطفي للأطفال من جيل الولادة حتى ثلاث سنوات، واستكشاف أدوارهن في تنمية هذا التعلم، والتعرف على دوائر التأثير التي يمكن أن تساهم فيها المربية لتعزيز التعلم الاجتماعي والعاطفي. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي الكمي، وتم استعمال المجموعات البؤرية كأداة رئيسية لجمع البيانات، حيث تمت مقابلة 20 مربية من مناطق المثلث والجليل عبر منصّة الزوم. وقد تم تصميم أداة البحث لتكون عبارة عن مجموعة بؤرية تستخدم لاستكشاف تصورات المربيات حول دورهن في تنمية التعلم الاجتماعي والعاطفي لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. تألفت الأداة من مجموعة من الأسئلة المفتوحة والموجهة التي تم تنظيمها ضمن محاور رئيسية تتماشى مع أهداف الدراسة وأسئلة البحث. تم تصميم الأسئلة لتشجيع المشاركين على التعبير عن آرائهم وتجاربهم بعمق.        أظهرت النتائج أن المربيات يعتبِرن توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة أمرًا أساسيًا لتعزيز التعلم الاجتماعي والعاطفي. أكدت المربيات على أهمية دمج الأنشطة التفاعلية والتواصل المستمر مع أولياء الأمور. كما أبرزت النتائج الحاجة إلى التدريب المستمر للمربيات لتمكينهن من تطبيق أفضل الممارسات في دعم التعلم الاجتماعي والعاطفي.       كشفت الدراسة أيضًا عن تحديات تتعلق بقلة اهتمام بعض أولياء الأمور وأهمية رفع وعيهم بأهمية هذا النوع من التعلم. بناءً على هذه النتائج، توصي الدراسة بدمج برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي بشكل فعّال في المناهج التعليمية منذ مرحلة الطفولة المبكرة، مع توفير الدعم والتدريب اللازمين للمربيات. تشدد الدراسة على ضرورة تعزيز الشراكة مع أولياء الأمور لخلق بيئة تعليمية متكاملة تدعم التنمية الشاملة للأطفال. هذه النتائج تساهم في توجيه السياسات التعليمية لتحسين جودة التعليم ورعاية الأطفال في هذه المرحلة العمرية.