باتت التوعية الفكرية مطلبًا ملحًا لجميع الأفراد وصمام الأمان اتجاه تحديات وتهديدات الانحراف الفكري وما يمر به المجتمعات من موجة الأفكار والتوجهات المتطرفة التي تزعزع مبادئ الأفراد ومعتقداتهم وهويتهم، ومن هنا ظهرت الحاجة الماسة لإعادة النظر في الدور الحيوي الذي تؤديه المؤسسات التعليمية في ترسيخ أسس الفكر الصحيح لدي طلابها، من خلال الوقوف علي دور المعلم في تحقيق التوعية الفكرية للطلاب بين ممارساته التي يجب أن يقوم بها وبين المتطلبات اللازم توافرها لذلك، لذا يهدف البحث إلي معرفة الدور التربوي لمعلمي مرحلة التعليم الثانوي العام بمحافظة دمياط في التوعية الفكرية للطلاب لمواجهة الانحراف الفكري، ولتحقيق ذلك اتبع البحث المنهج الوصفي مستخدمًا الاستبانة كأحد أدواته لجمع البيانات في خمس مجالات: التوعية الفكرية الدينية، والوطنية، والاجتماعية، والتعليمية، والتكنولوجية، وتم تطبيق الاستبانة علي عينة من معلمي التعليم الثانوي العام بمحافظة دمياط قوامها (490) معلمًا، وأسفرت النتائج عن أن واقع أداء غالبية أفراد العينة لدورهم في توعية طلابهم فكريًا جاء منخفضًا، وبصفة خاصة في مجال التوعية الفكرية التكنولوجية والتعليمية، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات أفراد العينة تعزي لمتغير المؤهل العلمي، وانتهي البحث بتقديم تصور مقترح لمجموعة من الآليات الي تعزز دور المعلم في التوعية الفكرية للطلاب لمواجهة الانحراف الفكري تتمثل في ضرورة الإعداد المهني للمعلم في مجال التوعية الفكرية، ونشر ثقافة التوعية الفكرية لدي المجتمع المدرسي، وبناء قدرات المعلمين في مجال التوعية الفكرية للطلاب، وتطوير الممارسات التعليمية للمعلم في توعية طلابه فكريًا، وقد أوصي البحث بإجراء المزيد من الدراسات حول الاستراتيجيات التعليمية اللازمة للتصدي للتحديات التي تواجه المعلم في أداء دوره التربوي في توعية طلابه فكريًا.