الإنسان ابن بيئته، يستأثر بها وتؤثّر فيه، ويشكّلها لمتطلباته وتشكّل وجوده ومجتمعاته، ويؤنسن طبيعتها وتطبّعه بصفاتها، ويسّخرها له ويتكيّف معها، ويرى منها عالمه وتعلّمه، ويعمّرها بعمره، فهو المستخلف لإعمارها؛ ففي إصلاحها صلاح لحياته، وإفسادها وبال عليه وعلى ذريته، إنها عملية تكاملية أساسها التوازن والتعايش وقوامها تبادل المصالح والمنافع بما يحقق ويضمن سيرورة حياتهما، وديوان (لطائف من قوافي الطائف) من المدونات الشعرية الخضراء المحتفية بالبيئة في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، المرسّخة لقيم المحافظة على المكوّنات والمكتسبات التنموية والجمالية فيها، جاعلة من الطائف مدينة خضراء بطبيعتها وتنوع مكوّناتها واستدامة تنميتها، تحمل هذه المدونة وعيا بيئيا يوظّف الطبيعة بمقصديات إيكولوجية تتوارى خلف جماليات النصوص.
وانطلق البحث للإجابة عن سؤال رئيس مضمونه: كيف جاءت الطائف مدينة خضراء في ديوان (لطائف من قوافي الطائف)؟ واتبع المنهج الوصفي مستعينا بالاستقراء والتحليل في عرض المكوّن الفني لاستخلاص النتائج والإجابة على مشكلة البحث، وقد جاء معمار البحث في تمهيد للنقد الإيكولوجي وأربعة مباحث، هي: إيكولوجية المناص – الخيال الإيكولوجي" الأسطورة، أنسنة الطبيعة وتطبيع الإنسان" – البيئة بين التناص والجناس- التنمية المستدامة)، لتثبت الخاتمة عبر نتائجها أن ديوان (لطائف من قوافي الطائف) مدونة شعرية خضراء تحتفي ببيئة الطائف من المناص إلى النص، وتحمل وعيا بيئيا بطبيعتها وتنوّع مكوّناتها ومكتسباتها التنموية وتوظّف الطبيعة لمقصديات إيكولوجية تتوارى خلف جماليات النصوص.