سعت الأسلوبية منذ انطلاقتها الأولى إلى معاينة النص معتمدة على نسيجه اللغوي الذي يتشكل منه، وتعاملها مع النص ذاته دون النظر إلى السياقات الأخرى فغايتها مواجهة النص وجهًا لوجه، والغوص في أعماقه وقراءته، وتهدف هذه الدراسة إلى إحصاء التناص القرآني في كتاب (حديث القمر) للرافعي من خلال الدراسة الأسلوبية ، وقد عنونتها بـ التناص القرآني في كتاب (حديث القمر) للرافعي (دراسة أسلوبية إحصائية)، فيظهر من خلال العنوان علاقتها بالإحصاء، حيث إن الدراسة يهمها علاقة الأسلوبِ بالإحصاء، أو ما يُعرفُ بـ (الأسلوبية الإحصائية).

وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج جاء من أهمها :

أن نسبةُ التراكيبِ مع القصص كانت أعلى نسبةً في كتاب (حديث القمر) ؛ حيث سجَّلتْ (11,25)، يليها نسبةُ التناصِّ بالمعنى مع القصص، حيث سجَّلتْ (8)، بينما سجَّلتْ نسبةُ المفرداتِ مع القصص (7,25)، وبهذا يتبيَّنُ أنَّ نسبةَ التراكيبِ أعلى نسبةً سُجِّلتْ في الكتاب، وعلى الرغم من أنَّ تطبيقَ الاتجاه الإحصائي في اللغة يُسيطرُ فيه الكمُّ على الكيف إلَّا أنَّ الدراسةَ ابتعدتْ عن ذلك بدمج الدراسة التطبيقية مع التحليل الإحصائي، وبذلك يُمكنُ فهمُ تأثيرِ التناصِّ على النَّصِّ مع إحصاء عدد أنواع التناصِّ في كتاب الرافعي .