تحاول هذه الدراسة قراءة بعض النصوص الشعرية لشاعرين عاشا في العصر الجاهلي، هما: (عمرو بن كلثوم، وزهير بن أبي سلمى)، ثم تحليلها، واستكناه جوهرها، وسبر أغوارها؛ بهدف الكشف عن الاتجاهات الشعرية التي ينطوي عليها شعرهما، وفق توجهاتهما ونزعاتهما المختلفة، إضافةً إلى التعرف على فكر عمر بن كلثوم، وزهير بن أبي سلمى، ورؤيتهما الفنية، وهذا يقتضي الوقوف على بعض من شعرهم، ومن هنا جاء اختياري لمعلقة عمر بن كلثوم، ومعلقة زهير بن أبي سلمى؛ لاستكناه ما في هاتين المعلقتين من موضوعات، ومعانٍ، ودلالاتٍ متعددة، كانت تلح على الذات الشاعرة، فلعل ولوج هذه النافذة يمهد السبيل إلى معرفة القيم الفنية والجمالية التي تنطوي عليها رؤى الشاعرين وفكرهما.

وقد اقتضت طبيعة البحث أن يخرج في مقدمة، وثلاثة مباحث، الأول منها: الشعرية في معلقة عمر بن كلثوم. والثاني: الشعرية في معلقة زهير بن أبي سلمى، وقد بدأت كل مبحث بتمهيد للمعلقة، ثم الولوج إلى المعلقة مباشرة، والثالث: مقارنة بين عمر بن كلثوم وزهير بن أبي سلمى. ثم توصلت إلى خاتمة تحوي أهم النتائج، يليها فهرس بالمصادر والمراجع.