تتمحور الدراسة حول قضية واحدة ومحورية وهي أساليب السيطرة المعنوية في جماعة الحشاشين وتحديداً قضية جنة الحشاشين ، وهي القضية الأكثر غموضاً وجاذبية ، بكافة تفاصيلها الدرامية والذهنية وتعقيداتها الميثولوجية ، وكما يتضح من عنوان الدراسة فإننا لن نتتبع هذه القضية في الأدبيات العربية بشكل مباشر ولكن ما يعنينا بوضوح تقصي أبعادها في سياق الكتابات الأوربية سواء المصادر أو الدراسات الحديثة ذات الطابع الاستشراقي .

فالكتابات الأوربية بكل حمولتها الفكرية والتخيلية بين الحقائق والوهم والميثولوجيا وجدليات الأنا والآخر انخرطت في قضية جنة الحشاشين فأضافت لها مناحي أكثر درامية وحكياً تنازعت تفصيلاته بين حقائق التاريخ وميثولجيات الحكاية ، فاختلطت الوقائع بالأساطير ، وما رسخ هذا المخيال أن جماعات الفداوية القتلة أطاعوا أوامر قائد الحركة الحسن الصباح طاعة عمياء حتى لو كان الثمن حياتهم ، فبالتالي لابد وأنهم آمنوا أن هذه التضحية حتى وإن كانت بالحياة لابد لها من مكافأة أكثر قيمة وهنا فإن الجنة الموعودة ، أضف إلى ذلك تفصيلات درامية أكثر جاذبية مثل قضية شرب الحشيش والرؤى والأحلام والقيادة الروحية لحسن الصباح وكافة أساليب السيطرة المعنوية على العناصر الفداوية التي كانت بمثابة قنابل انتحارية موقوتة لم تكن تنتظر سوى إشارة بسيطة لتضحي بحياتها بكل رضا وإيمان وشغف .

مهمة الدراسة استطلاع قضية الجنة بشقيها المادي والمعنوي كما جاءت في الكتابات الأوربية وكذا أساليب السيطرة المعنوية ومن أبرزها شرب الحشيش والسيطرة العقلية والقيادة الروحية وكافة الدوافع التي حركت قطيع المؤمنين بحسن الصباح بنكهة أوربية تمحورت تحت قضية فكرية كبيرة يمكن إيجازها في معادلة من طرفين الطرف الأول إشكالية الأنا والآخر ، والطرف الثاني صناعة الصورة التاريخية .