Subjects
-Abstract
يَتَنَاوُلُ هَذَا البَحْثُ"غَيْرًا" الوَصْفِيَّةَ والاِسْتِثْنَائِيَّةَ بالدِّرَاسَةِ النَّظَرِيَّةِ التَّطْبيقيَّةِ مِـنْ حَيْثُ عَلَاقَةُ مَعْنَاهَا بإِعْرَابِها مِنْ نَاحيَةٍ، والتَّطْبيِقُ علَى شِعْرِ هُذَيلٍ مِن نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فـَ"غَيْرٌ" اِسمٌ مُغْرِقٌ في إِبهَامِهِ، لِكَونهِ لايَتَّضِحُ مَعناهُ إلَّا بما أُضِيفَ إلَيهِ؛ لِذَا، فـَ"غَيْرٌ" مـُلَازِمٌ للإِضَافَةِ في التَّرَاكِيبِ النَّحْوِيَّةِ؛ لشِدَّة إِبْهَامِ مَعْنَاهُ، يَدُلُّ عَلَى الـمُغَايَرَةِ؛ أَيْ ضِدَّ الـمُمَاثَلَةِ، ومُخَالَفَةَ حُكْمِ مـا بعدَها لحَقِيقَةِ مـا قبلَهَا وحُكْمِهِ؛ لِصِفَةٍ مـِن صِفَاتهِ العَارِضَةِ. ولفَرطِ إِبْهَامِـه لا يَتَعرَّفُ بإِضَافَاتِه إِلَى مَعْرِفَةٍ. ولا تَقَعُ بَعْدَه جُمْلَةٌ؛ لتعَذُّرِ إِضَافَتهِ إِلَيهَا؛ فلَا يُضَافُ إِلَّا لمـُـفْرَدٍ فَيصِيرانِ معًا كالكَلِمَةِ الوَاحِدَةِ. ويَأْتِي بِمـَعْنَى الاِسْتِثْنَاءِ، بمـعْنَى "إِلَّا" فَيَخْرُجُ الِاسْمُ الواقِعُ بَعدَهُ عَـنْ حُكْمِ مـا قَبْلَهُ، كَمَا يَأْتي بِمـَعْنَى الوَصْفِ؛ وعليهِ جَرَى شِعرُ هُذَيلٍ؛ فأكثرُ شَواهدِهِ على الوصفيَّةِ لا الاستثنائِيَّةِ.
ولاِرْتِبَاطِ المــعْنَى بالإِعْرَابِ فَدَلَالَةُ "غَيْرٍ" عَلَى الوَصْفِيَّةِ هُوَ أَصْلُ وَضْعِهَا، ولَكِنَّ خُرُوجَها عَنِ الأَصْلِ لتُؤَدِّيَ وَظِيفَةَ "إِلَّا" الاِسْتِثْنَائِيَّةِ، جَعَلَ إِعْرَابَها مـُتَرَاوِحًا بَيْنَ النَّعْتِيَّةِ وأَخْذِها إِعْرَابَ المـُسْتَثْنَى بـ"إِلَّا" وَفْقًا لمـَعْنَاهَا. وثَمَّةَ أَوْجُهٌ أُخَرُ في إِعْرَابِها؛ حَسَبَ مَوْقِعِهَا مـِنَ الجُمْلَةِ، ومـِنَ النُّحَاةِ مـَنْ يَرَى بِنَاءَها؛ فَجَعَلَ هَذَا التَّقَارُضُ بَيْنَ "غَيْرٍ" وَ"إِلَّا" أَنْ يَأْتيَ كُلٌّ مِـنهُمَـا بمَـعْنَى الآخَرِ، ويُعْرَبُ إِعْرَابَهُ وَفقًا لشُرُوطٍ وَمَعَانٍ مُحَدَّدَةٍ؛ لِذَا خَلُصَ البَحْثُ إلَى جُمْلَةٍ مِـنَ النَّتَائِجِ؛ مـِنهَا:
كَانَ لِأَصَالَةِ مـعْنَى الوَصْفِيَّةِ في "غَيْرٍ" وخُرُوجِهَا إِلَى مـَعْنَى الاِسْتِثْنَاءِ بتَضْمِينِهَا مـَعْنَى "إِلَّا" واِخْتِلَافِ إِعْرَابِها وَفقًا لمَعْنَاهَا، والتَّقَارُضِ بَيْنَهَا وبينَ "إِلَّا" دَلَالَاتٌ ومَعَانٍ مُتَفَاوِتَةٌ، اختلفتْ كَثرةً وقلَّةً ونُدرةً وعَدَمًا في شِعْرِ هُذَيلٍ نَظَرًا لاختِلَافِهَا في الاستِعمَالِ والتَّدَاوُلِ وَفْقًا لدَلَالَاتِها وَجَوَازِ بَقَاءِ المعْنَى عَلَى أَصْلِ الاستِثْنَاءِ بــ"إِلَّا".
DOI
10.21608/jartf.2024.295536.1843
Keywords
غَيْرٌ, الوَصْفِيَّةُ, الاِسْتِثْنَائِيَّةُ, هُذَيلٌ
Authors
MiddleName
-Affiliation
كلية الآداب، جامعة الملك فيصل، الإحساء، المملكة العربية السعودية
Email
-City
-Orcid
-Link
https://jartf.journals.ekb.eg/article_359912.html
Detail API
https://jartf.journals.ekb.eg/service?article_code=359912
Publication Title
المجلة العلمية بکلية الآداب
Publication Link
https://jartf.journals.ekb.eg/
MainTitle
غَيْرٌ الوَصْفِيَّةُ والاِسْتِثْنَائِيَّةُ (مُقَارَبَةٌ عَلَائِقِيَّةٌ بَينَ المــعْنَى والإِعْرَابِ في شِعْرِ هُذَيلٍ)