تناقش الدراسة أهم مراكز العمران والمحطات التجارية على طريق البخور الممتد من جنوب الجزيرة العربية حتى ميناء غزة على البحر المتوسط، ودورها الحضاري في استمرارية هذا الطريق وازدهاره أكثر من ألف وخمسمائة عام، كما تناقش الدراسة تتبع الدور الحضاري الذي لعبه هذا الطريق حينذاك، إذ حرص العرب تأمين مناطق الإنتاج في بلادهم وفي القرن الأفريقي من ناحية، وتأمين الطريق ومراكز العمران عليه من المنبع حتى المصب؛ ومن ثم تكمن أهمية هذه الدراسة في محاولة إبراز الدور الحضاري لمراكز العمران على طريق البخور لا سيما الدور الإقتصادي. كما تحاول الدراسة من خلال تحديد المسارات المتعددة للطريق معرفة تأثير الممالك والدول الكبرى المجاورة للجزيرة العربية في تحديد مصيرها الحضاري، والتي وردت في المصادر التاريخية، ووثائق المناطق التي تمر بها، ومعرفة أهم العلاقات بين ممالك شبه الجزيرة العربية والقوى الكبرى المعاصرة لها وتأثير ذلك على مراكز العمران لطريق البخور. كما تهدف الدراسة لمعرفة تأثير الاستقرار السياسي والإزدهار الحضاري لممالك شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة على طريق البخور، وفي الوقت نفسه تأثير فترات الضعف والتدهور السياسي لها ونتائج ذلك على الطريق. كما اشتركت مراكز العمران على الطريق في توفر المقومات التي ساعدت على ظهورها، وفي مقدمتها الموقع الجغرافي بالإضافة إلى توفر المياه التي تحتاجها القوافل التجارية المارة بأرضها للتزود بالماء وكافة المؤن. أظهرت الدراسة المكانة المتميزة لهذه المراكز التجارية وثرائها؛ الذي أعتمد بشكل واضح على الأسواق التجارية الكبرى التي قامت بها، بالإضافة إلى ما كنت تحصل عليه من ضرائب من القوافل التي تمر بأراضيها.         تؤكد الدراسة على أهمية طريق البخور قديما وحديثا من خلال رسم خريطة لطريق البخور قديما وتحديد مساراته ورسم خريطة لنمط استغلال طريق البخور اليوم. من خلال الدراسة يمكن تحديد مدى تطابق طريق البخور مع شبكة الطرق الحديثة والمعاصرة بشبه الجزيرة العربية بنسبة كبيرة تجاوزت 76% من جملة طريق البخور والتي أعيد نمط استخدامها كطرق مرصوفة وسكك حديدية .