كان المهتار من أرباب الخدم في البلاط المملوكي، فهو كبير كل طائفة من غلمان البيوت السلطانية ومتسلم حواصلها، ونظرًا إلى أن المهتار كان يطلق بصفة عامة على جميع المهتارية فقد جرت العادة أن يضاف اسم البيت السلطانى الذي يعمل فيه المهتار إلى لقب المهتار حتى تحدد الوظيفة، وقد تم تصنيف المهتارية إلى سبعة مهتارية، الأول مهتار الشراب خاناة ، الثاني مهتار الطشت خاناة / الطست خاناة ، الثالث مهتار الفراش خاناة ، الرابع مهتار الطبل خاناة ، الخامس مهتار الركاب خاناة ، السادس مهتار الزرد خاناة ، السابع المحفدار، وكان مهتارية كل بيت اثنين على نوبتين، به وعلى نمط مهتارية البيوت السلطانية وجدت مهتارية لبيوت الأمراء.

ولم يكن المهتارية مجرد خدم داخل البلاط المملوكي بل لعب بعض المهتارية العديد من الأدوار السياسية والمؤثرة في الأحداث، واعتمد السلاطين المماليك عليهم في كثير من المهام إلى جانب وظيفتهم الرئيسة، علاوة على أنهم نالوا مكانة اجتماعية مرموقة في البلاط المملوكي أهلت بعضهم للزواج من طبقة الصفوة، ناهيك عن الثروات الطائلة التي حققها بعض المهتارية، والتي كانت من أسباب تعرض بعض المهتارية للمصادرات والعقوبات، كما كان لبعض المهتارية أثر في العمارة المدنية والدينية، علاوة على التحف الفنية الإسلامية التي مازالت شاهدة على دورهم ومكانتهم في المجتمع المملوكي.