ظهرت الهجرة منذ التاريخ القديم والمعاصر، على أشكال مختلفة ولأسباب متعددة، واتجهت الهجرات إلى شمال أفريقيا وغرب وسط أوروبا ومنها إلى الشرق الأوسط، ولم تقتصر الهجرة على عصور ما قبل التاريخ، بل حدثت أبان التاريخ ذاته مثل الهجرة العربية المتجهة إلى شمال أفريقيا وأوروبا. كما أن الكشوف الجغرافية فتحت أبواب الهجرة على مصراعيها أمام الأمم الأوروبية، ويلاحظ أن الهند مورد رئيسي لهجرات العمال في كثير من الدول الأوروبية والآسيوية، وتطور الأمر وزادت الهجرات مع هبوط معدلات النمو الاقتصادي في قرى الدول النامية مما جعلها طاردة على شكل مجموعات من الأفراد مهاجرة بشكل شرعي أو غير شرعي وتعاني الدول المستقبلة من مشكلات نظير هذا الزحف الذي يؤثر على برامج التنمية في هذه البلاد.
وقد فسرت النظريات الاجتماعية هذه الهجرات من وجهات نظر مختلفة، وفقاً لظروف كل مجتمع، ويرجع تاريخ التفسيرات النظرية إلى حقبة قديمة جداً، عندما اقترح "رافنسيتن" قوانينه للهجرة ثم بعده "لي"، ومن ثم ازدادت الأفكار والنظريات لكي تفسر طبيعة ودوافع ومشكلات الهجرات سواء أكانت دولية أو محلية في فترات تاريخية سابقة كانت ظروفها تختلف بشكل واضح عن الظروف الراهنة